الجزائر.. معركة ليّ الذراع تشتد بين السلطات والمعارضة

وشارك مئات من الطلبة الجزائريين يوم امس الثلاثاء في مسيرتهم الأسبوعية ضد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني عشر من الشهر القادم والتي دخلتْ حملتها الانتخابية يومها الرابع.

وسار الطلبة وسط شوارع العاصمة الجزائر معبّرين عن رفضهم اجراء الانتخابات تحت إشراف رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي ورئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح.

وندّد الطلبة بأحكام السجن الصادرة ضد المتظاهرين؛ فيما سجلت اضطرابات في اليوم الثاني من الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي.


من ناحية أخرى، قضت محكمة جزائرية بسجن 4 محتجين 18 شهرا لكل منهم، لإدانتهم بتعطيل حملة أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة.

وأصدرت المحكمة حكمها، بعد احتجاجات في مدينة تلمسان بغرب البلاد حيث كان أحد المرشحين الخمسة، وهو علي بن فليس، يدعو الناخبين للتصويت له.

وجاء الحكم على المحتجين الأربعة بعد أسبوع من سلسلة أحكام أخرى بالسجن على محتجين رفعوا الراية الأمازيغية خلال مظاهرات سابقة.

واحتجزت السلطات أيضا عددا من زعماء المعارضة خلال الاحتجاجات واتهمتهم بالإسهام في خفض الروح المعنوية للقوات المسلحة.

وفي ظل حملة الاعتقالات واصدار احكام السجن تستمر الحملات الإنتخابية للمرشحين وتصر السلطات الجزائرية على ضرورة انجازها متجاهلة الاحتجاجات العارمة في البلاد.


وفي هذا السياق أكد القايد الصالح نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش على ضرورة إنجاح العملية الإنتخابية لتحقيق ما اعتبره المطالب الملحة للشعب ونفى في الوقت نفسه وجود مصالح او طموحات سياسية للجيش.

ودعا صالح، عموم الجزائريين، للتصويت على المرشح القادر على فرض هيبة الجزائر بين الأمم على حد تعبيره وقال إن الجيش "يتعامل دوما مع شعبنا، الذي ننحدر من صلبه بالفعل والعمل وليس بالقول فقط، وليست لدينا طموحات سياسية، ولا أهداف غير تلك التي تصب في مصلحة الجزائر وشعبها".

وأشاد بمظاهرات داعمة للجيش والانتخابات بالقول "نسجل بإعجاب بل وباعتزاز الهبة الشعبية بمختلف مناطق البلاد لمواطنين من مختلف الأعمار أكدوا الالتفاف حول الجيش والدعوة للمشاركة المكثفة في الانتخابات القادمة".

ويرى بعض المراقبين بأن تشديد الاجراءات ضد المعارضة الجزائرية من خلال حملة الاعتقالات ضد رموزها واصدار احكام السجن بحقهم من شأنها تصعيد الاحتجاجات الشعبية وزيادة حدة الاحتدام بين السلطات وانصار المعارضة في الايام القادمة.