0
الثلاثاء 26 أيار 2020 ساعة 14:28

عيد التحرير اللبناني بعيون المقاومة الفلسطينية

عيد التحرير اللبناني بعيون المقاومة الفلسطينية
وفي هذه المناسبة أكدت الفصائل الفلسطينية أن الخامس والعشرين من أيار عيد المقاومة والتحرير جاء كحصيلة منطقية لتضحيات الشعب اللبناني ومقاومته البطلة، ودم الشهداء وروح الفداء الذي ألحق الهزيمة الصارخة بجيش الاحتلال الصهيوني، مشددين على أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه.

ومن جهتها قالت حركة حماس إن الاندحار "الإسرائيلي" من جنوب لبنان قبل عشرين عاماً جاء بعد تضحيات متواصلة قدمها الشعب والمقاومة في لبنان، وتعبيد طريق التحرير بدماء الشهداء والجرحى وآلام الأسرى، ليثمر كل ذلك نصراً وتحريراً.

وهنأت حركة حماس بهذه المناسبة العظيمة بلسان الناطق الرسمي باسمها حازم قاسم الشعب والمقاومة في لبنان في الذكرى العشرين لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، بفعل الصمود الشعبي، والمقاومة الباسلة التي قادها حزب الله.

وأضاف قاسم: "الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، والذي سبقه انسحابه من سيناء، ولحقه اندحاره من قطاع غزة، دليل قاطع على أن استرداد الأرض من المحتل لن تكون إلا عبر المقاومة الشاملة المسنودة بالتفاف جماهيري وحاضنة شعبية".

واعتبر قاسم :أن الخروج، "المذل لجيش العدو الصهيوني من جنوب لبنان قبل عشرين عاماً، تأكيد واضح على إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني بالفعل المقاوم، وأن تكامل أداء قوى المقاومة في الأمة، سيؤدي حتماً إلى هزيمة المشروع الصهيوني من كل المنطقة".

وفي سياق متصل أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه، ولا سبيل أمامنا سوى العمل على تعزيز المقاومة واستمرارها وتطوير قدراتها لضمان مواصلة المواجهة مع الاحتلال في كل الميادين.

وقالت الحركة في بيان لها "في الذكرى الـ 20 لانتصار المقاومة واندحار العدو الصهيوني من لبنان شكل نقطة تحول كبير وعمقت المأزق الوجودي للكيان الصهيوني الذي أدرك أن انكساره قادم".

ووجهت الحركة التحية والتهنئة لاخواننا في المقاومة الاسلامية في لبنان ولقيادة حزب الله وللقوى اللبنانية التي تصطف في مجابهة العدو الصهيوني وسياساته العدوانية.

ومن جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان أن “الخامس والعشرين من أيار عيد المقاومة والتحرير جاء كحصيلة منطقية لتضحيات الشعب اللبناني ومقاومته البطلة، ودم الشهداء وروح الفداء الذي ألحق الهزيمة الصارخة بجيش الاحتلال الصهيوني.

واعتبرت الجبهة ان هذا الانتصار أكد ان “ثنائية المقاومة والتحرير، هي المعادلة الصالحة لكنس الاحتلال والاستيطان من فوق ترابنا وتحرير فلسطين من رجس الصهيونية”، لافتة الى ان “درس المقاومة والتحرير هو المعطى الأكثر بلاغة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني؛ لأن لغة المقاومة، هي التي يفهمها العدو، أما نهج المفاوضات وتوقيع الاتفاقيات وإقامة العلاقات والتطبيع والتنسيق الأمني والتنازلات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاستيطان والعدوان والغطرسة وإلحاق الهزائم بنا”.

ورأى البيان إن “صفقة القرن كعدوان إمبريالي شامل تشترك فيه القوى الاستعمارية الأميركية الصهيونية والرجعية؛ يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على المنطقة، يكون الرد عليه بجبهة مقاومة شاملة للمشروع الأميركي الصهيوني الإمبريالي في عموم المنطقة”.

واشار البيان الى ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعد سنوات انتصار المقاومة في لبنان، تدرك أن التحولات الحاصلة في موازين القوى الإقليمية والدولية لمصلحة جبهة المقاومة، تستدعي وقفة فلسطينية لمراجعة ضرورية وموضوعية تؤدي إلى استعادة الوحدة الوطنية وبناء إستراتيجية جديدة بمضمون وطني تحرري وديمقراطي، تستند إلى جبهة مقاومة بكل أشكالها في المنطقة والعالم، وتحاصر من خلالها أهداف المشروع الأميركي الصهيوني ودولة كيانه، على طريق إفشالها، ضمن اشتباك تاريخي شامل، يعمل على إنهاء وجوده الاستعماري الإمبريالي عن أرض فلسطين المحتلة”.

يشار إلى أن الكيان الاسرائيلي كان قد احتل جنوب لبنان عام 1978، وفي عام 1982 دخل جنود الاحتلال إلى العاصمة اللبنانية بيروت ثم انسحبوا وبقوا في الجنوب حتى عام 2000، لكنهم اضطروا للانسحاب من الجنوب تحت وطأة عمليات المقاومة الإسلامية الناجحة والموجعة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأت عملية التحرير في يوم 21 أيار عام 2000، من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة والبلدات الأخرى كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت حيث اضطرت قوات الاحتلال وميليشيا جيش لحد العميل للكيان الاسرائيلي بالانسحاب من مواقعها بالتزامن مع عمليات المقاومة الإسلامية بتحرير القرى والبلدات اللبنانية في ظل استمرار قصف اسرائيلي كثيف لقوات الاحتلال.

في 22 أيار، تمكنت المقاومة اللبنانية من تحرير قرى حولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين ورشاف ورب ثلاثين، قبل تحريرها بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة في 23 أيار، حيث تمكن المقاومون والاهالي من اقتحام معتقل الخيام وفتح أبوابه وتحرير الأسرى اللبنانيين مع رحيل الاحتلال وعملائه.

وفي 24 أيار، تقدم المقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها، فكان الاندحار لآخر جندي إسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي حيث أعلن 25 أيار عام 2000 عيدا للمقاومة والتحرير على لسان رئيس مجلس الوزراء الأسبق اللبناني الأسبق سليم الحص.

وللمرة الاولى منذ قيام الصهاينة باحتلال ارض فلسطين، فرضت المقاومة شروطها على الكيان الغاصب بتحرير الجنوب اللبناني حيث انسحب جنود الاحتلال صاغرين من جنوب لبنان بلا قيد أو شرط، وبلا مفاوضات ومعاهدات، بعدما تمكنت المقاومة اللبنانية من انهاك الاحتلال وخلق توازنات ردع جديدة وهو ما مهد الارضية للنصر التاريخي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان امام العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 حيث تحطمت اسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.

ويتزامن عيد المقاومة والتحرير في لبنان هذا العام مع مرحلة مفصلية في تاريخ المواجهة التي يخوضها محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، في وقت بات فيه كيان الاحتلال أعجز من اي وقت مضى بفرض شروطه وإملاءاته على المقاومين بعدما كان يشن الحروب ويسهل عليه دخول المدن والبلدات العربية.
 
رقم : 864865
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم