0
الأربعاء 15 تموز 2020 ساعة 13:07

الإتفاقية الإيرانية الصينية وسرادق العزاء في المعسكر الأمريكي

الإتفاقية الإيرانية الصينية وسرادق العزاء في المعسكر الأمريكي
ذات المراقب لا يشك ايضا في صوابية موقف المعسكر الامريكي الذي اقام سرادق العزاء، فالذي اصاب هذا المعسكر ليس بالامر الهين ، فقد اصيب بالصميم، حيث عاد الى المربع الاول في معركته المفتوحة مع ايران، فرغم ان اتفاقية التعاون الاقتصادي والسياسي بين ايران والصين مازالت مسودة ولم يوافق عليها بعد مجلس الشورى الاسلامي، الا انها أصابت امريكا والكيان الاسرائيلي والغرب والرجعية العربية وعلى راسها السعودية بصدمة افقدتهم توازنهم.

اذا ما مررنا مرور الكرام من امام هذيان المعسكر الامريكي الذي اشتد هذه الايام، وهو يتحدث عن "استعمار الصين لايران" و "بيع ايران لجزيرة كيش للصين" و "سماح ايران للجنود الصينيين بالتواجد على ارضها لحماية استثمارات الصين"و"سماح ايران للصين بالحصول على موطىء قدم في الخليج الفارسي" و..، الا اننا سنتوقف سريعا امام كل هذا "الحرص" الامريكي و"الاسرائيلي" والغربي و السعودي، ودموعهم المنهمرة على سيادة ايران ونفط ايران وغاز ايران والشعب الايراني.

-اولا وبدون اي مقدمات، ان بكاء وعويل ونواح المعسكر الامريكي على ايران، دليل قاطع على اهمية الاتفاقية الاقتصادية الايرانية الصينية، التي جعلت الدموع تنهمر من تلك العيون الوقحة.

-ثانيا، من حق ايران كقوة اقليمية كبرى ان توقع على اتفاقية اقتصادية مع قوة اقتصادية عالمية صاعدة، ستتجاوز امريكا قريبا، مثل الصين.

-ثالثا، لماذا يجب ان تلهث الدول الاسلامية والنامية وراء العلاقة مع دول استعمرتها وكانت سببا في تخلفها، من اجل التنمية والتطور، بينما بالامكان الحصول على ذات الاهداف عبر توطيد العلاقة من دول لا يلوث تاريخها اي ممارسات استعمارية؟.

-رابعا، التجربة التاريخية اثبتت ان من السذاجة فصل السياسة الاوروبية عن السياسية الامريكية، فالجميع في معسكر واحد.

-خامسا، تجربة ايران مع اوروبا وامريكا ، تجربة مرة، فمنذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وحتى اليوم، ناصبت اوروبا وامريكا العداء لايران حيث دعمتا الشاه المقبور، وحرضتا ودعمتا الطاغية صدام في عدوانه ضد ايران، وشاركتا في الحظر الظالم والتجويعي ضد الشعب الايراني على مدى اربعة عقود.

-سادسا، الموقف المنافق والمتخاذل لاوروبا ظهر جليا، في الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع الدول الكبرى الست، فالبرغم من التزام ايران بالاتفاق وبشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الا ان اوروبا ، فرنسا وبريطانيا والمانيا، وقفوا الى جانب امريكا التي انسحبت وانتهكت الاتفاق، بل تحاول الان وبكل صلافة نقل الملف الايراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مجلس الامن الدولي.

-سابعا، في المقابل مازالت الصين وروسيا تطالبان اوروبا بالالتزام بما جاء في الاتفاق النووي، وتعملان على الوقوف امام محاولات اوروبا لاستفزاز ايران ، بالتنسيق مع الموقف الامريكي، ودفعها الى الزاوية التي يحاول الثنائي المأزوم ترامب ونتنياهو ان تكون فيه.

-ثامنا، من حق ايران ان تجتذب الاستثمارات في اقتصادها والتي قد تصل الى مئات مليارات الدولارت في قطاعات الطاقة والنقل والاتصالات والبتروكيمياويات، لانعاش اقتصادها وخلق فرص عمل جديدة للوصول الى تحقيق نهضة اقتصادية، حاولت امريكا واوروبا ومازالتا ومنذ اربعة عقود حرمانها منها بكل ما تمتلكان من امكانيات ونفوذ.

-تاسعا، رغم ان ما خرج من مآتم المعسكر الغربي عن "الحرص على سيادة ايران"، هو كلام لا يستحق حتى الرد عليه، فالعالم اجمع يعرف مدى حرص وحساسية القيادة والشعب الايراني لمقولات مثل السيادة والكرامة الوطنية، فالسياسة الايرانية المبنية على مبدأ "لا غربية ولا شرقية"، وهو مبدا مقدس ينظر اليه الايرانيون على انه من تراث مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وهو المبدأ الذي صان ويصون ايران منذ اربعين عاما رغم كل الضغوط الغربية والشرقية، والتي تلاقت وبشكل واضح خلال الحرب التي فرضها النظام الصدامي المقبور على الجمهورية الاسلامية على مدى ثماني سنوات.

-عاشرا واخيرا، يقال ان فرض المحال ليس بمحال، ولنفرض جدلا ان الاتفاقية الايرانية الصينية ستسمح للصين بالحصول على موطىء قدم في الخليج الفارسي، تُرى لماذا كل هذا البكاء والعويل والصراخ من جانب السعودية والرجعية العربية والكيان الاسرائيلي من تواجد الصينيين، وهل الخليج الفارسي حكرا على الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين و..؟، تُرى لماذا تفتخر السعودية واذيالها في المنطقة بفتح اراضيها لكل من هب ودب لاقامة القواعد العسكرية فيها وعلى نفقاتهم الخاصة؟، وهل اساءت الصين الى العرب، بينما فاضت امريكا واوروبا بخيرها العميم عليهم؟، وهل وجود الكيان الاسرائيلي واغتصاب فلسطين وتهويد القدس وتجويع الفلسطينيين ونشر الدمار والخراب في الدول العربية ، هي من صنع الصينيين ام من صنع مستعمري الامس واليوم اوروبا وامريكا؟.
رقم : 874613
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم