0
الأربعاء 5 آب 2020 ساعة 14:48

من الذي كان يبتسم عندما إحترقت بيروت؟!

من الذي كان يبتسم عندما إحترقت بيروت؟!
اذا ما تجاهلنا خطاب الضيوف الدائمين على الفضائيات الممولة خليجيا، والمعروفة بخطابها الطائفي والتطبيعي المقزز، وحقد هؤلاء الضيوف المُستثار بالدولار النفطي، على المقاومة، وتناولنا الموضوع من باب التحليل العام، على امل ان تصل الاجهزة اللبنانية المختصة بالكشف عن ملابسات الكارثة بكل تفاصيلها ، فمن المنطقي ان ننتظر نتائج التحقيقات والا نتناول الموضوع كما تناولته الاصوات المُستثارة دولاريا وطائفيا، الا اننا من اجل الا نترك الساحة لهذه الاصوات المشؤومة ان تنعق بهذا الشكل المخزي على خراب لبنان، سندور حول الموضوع من دون الدخول في تفاصيله، لنتعرف على من كان يبتسم عندما احترقت بيروت.

اولا وقبل كل شيء ليس هناك من دليل لحد الان بان الحادث كان متعمدا، كما ليس هناك من دليل على ان الحدث كان عرضيا، فاذا افترضنا كما "اكدت اصوات الفتنة بالضرس القاطع" على انه متعمد، تُرى من هو المستفيد من وقوع هكذا انفجار في هذه الظروف في لبنان؟.

اذا وضعنا الانفجار في اطار المشهد اللبناني العام، حيث يستخدم التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي واذنابه في داخل لبنان منذ مجيء ترامب، كل اسلحته المحرمة من اجل نزع سلاح المقاومة، فلم تعد الحرب الاهلية والطائفية وتجويع لبنان واشعال الفتن فيه، خطوطا حمراء بالنسبة لامريكا والسعودية في عهدي ترامب وابن سلمان، لذلك يأتي الانفجار في اطار الحصار الذي تفرضه امريكا على سوريا ولبنان، عبر استهداف اكبر رمز للاقتصاد اللبناني ونسفه عن بكرة ابيه، كما يأتي في اطار المحاولات التي يبذلها هذا التحالف لاسقاط حكومة السيد حسان دياب، عبر ممارسة المزيد من الضغوط على الشارعين المؤيد والرافض لحكومة دياب بهدف اسقاطها والاتيان بحكومة على مقاييس تحالف الشؤم، وقبل كل هذا وذاك جاء الانفجار كطوق نجاة للكيان الاسرائيلي الذي بات يستنزف عسكريا وسياسيا ونفسيا واجتماعيا منذ ان ارتكب جريمته بقتل الشهيد على محسن في غارة على دمشق، حيث كان ينتظر في كل لحظة رد حزب الله، الذي قد يتأخر بسبب الكارثة التي نزلت بلبنان، وهي ما دعت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ايضا الى تأجيل خطابه الذي كان من المقرر ان يلقيه اليوم الاربعاء، والذي كان من المؤكد ان يتناول فيه الرد على الكيان الاسرائيلي.

اللافت انه وبالرغم من ان التحقيقات الاولية التي اشارات الى ان الحادث كان عرضيا ووقع بسبب الاهمال وسوء الادارة ، حيث تم تخزين مواد متفجرة بكميات كبيرة في احد عنابر الميناء ومنذ سنوات، وان الانفجار وقع اما بسبب تماس كهرباء او جراء عمليات اللحام التي كانت تجري بالقرب من العنبر، الا ان ، الطابور المكشوف للتحالف الثلاثي المشؤوم في داخل لبنان وخارجه، ربط وبطريقة غبية ومضحكة، بين الانفجار ومحكمة رفيق الحريري التي ستنطق بالحكم يوم الجمعة القادمة، بمعنى ان حزب الله اراد ان يشغل الداخل اللبناني عن الحكم الذي سيصدر عن المحكمة!!.

الغريب ان هؤلاء المأجورين والمرتزقة والعملاء والجهلة، نسوا او تناسوا، انه كيف يمكن لحزب الله ان يدمر اقتصاد لبنان وهو من اكثر الحريصين على هذا الاقتصاد ودعمة ومؤازرته للوقوف في وجه الضغوط الاقتصادية الامريكية والسعودية؟، كيف يمكن لحزب الله ان يساهم في اسقاط حكومة حسان دياب ، بينما الرجل متهم من قبل التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي بانه "رئيس حكومة حزب الله"؟، كيف يمكن لحزب الله ان يقدم خدمة مجانية للتحالف الامريكي الاسرائيلي والسعودي، عبر تأليب الشارع اللبناني ضد الحزب، وعبر انزال ضربة قوية بالاقتصاد اللبناني؟.

اخيرا، رغم ان الجميع بانتظار التحقيقات، الا ان الخط العام الذي يسير عليه الاعلام الموالي للتحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي، وخطابات مرتزقتهم، تعيد الى الاذهان، الاجواء التي ساادت لبنان بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي انتهت بخروج القوات السورية من لبنان، وتغلغل السعودية والكيان الاسرائيلي وامريكا بشكل لافت في المشهد اللبناني، وممارسة شتى الضغوط على المقاومة الاسلامية، ولكن بفارق واحد، ان الانسان اللبناني اصبح اكثر ادراكا لما يجري من حوله من مؤامرات، لنشر الفتنة بين ربوعه ، كما تم نشرها في سوريا وليبيا واليمن والعراق و..، وخير دليل على ذلك، مشهد المواطن اللبناني الشجاع الذي ظهر عبر شاشة "الحدث" السعودية، التي كانت تقوم بمهمتها الوحيدة في تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض واستهداف المقاومة خدمة لـ"اسرائيل" وامريكا، حيث فاجأ هذا المواطن ، والذي بدا انه من ابناء الطائفة السنية الكريمة، بدعوته القناة السعودية الى الكف عن بث الفتن والفرقة بين اللبنانيين، وقال "نحن اللبنانيين والفلسطينيين، سنة وشيعة، سنبقى يدا واحدة، ولن تناولوا منا، ماذا تريدون منا.. الموت لال سعود".
رقم : 878535
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم