0
الجمعة 14 آب 2020 ساعة 08:37

‘‘عيسى قاسم‘‘: العدوان على مسلم عدوان على كل المسلمين

‘‘عيسى قاسم‘‘: العدوان على مسلم عدوان على كل المسلمين
وفي كلمته خلال الملتقى الدولي الاولي لشباب المقاومة بمناسبة تكريم شهداء لواء فاطميون الافغاني، والذي استضافته الروضة الرضوية بمشهد المقدسة وتم بثه عبر الفيديو كونفرانس، قال آية الله الشيخ عيسى قاسم: "الأمة الإسلامية أمةٌ واحدةٌ بحكم إسلامها العظيم، وهي كذلك واحدة عند كل الملتزمين حقا بالإسلام من أهله، وأي عدوانٍ على دينها هو عدوانٌ عليها كلِّها، وعدوانٌ عليها كلِّها ما كان عدوانًا على أي مسلم؛ بمعنى أن أي عدوانٍ على أي مسلم هو عدوانٌ على الأمة كلها في نظرها للنظر الاسلامي. وعدوانٌ على جزء من أرضِ إسلام وعلى مقدسٍ من مقدساتِه وعلى حرمةٍ من حرماتِه وعلى مصلحةٍ من مصالحِه ومصالح أمته؛ هو عدوانٌ على الأمةِ كلها".

واضاف: "وثمّة وجود أمة ووجود أفراد، وموتُ أمةٍ وموتُ أفراد، وعزّ أمة وعزُّ أفراد، ووجود الأفرادِ لا يلازمُه وجودُ الأمة، وقوة بعض الأفراد لا تعني قوة الأمة، وعزُّ الأمة فيه عز لكل أفرادها وذلها فيه ذلٌّ لكل أفرادها على مستوى الخارجِ من النفس، وثمَّة قضايا أفراد وقضايا أمة، وهمومُ أفراد وهمومُ أمة، ومصالحُ أفراد ومصالحُ أمة، وفشلٌ ونجاحاتٌ للفردِ وأخرى للأمة".

وتابع آية الله قاسم: "والترابط في أمتنا وأخوتنا الإسلامية شاملٌ لكل قضايانا وهمومنا؛ صغيرها وكبيرها، والمسلم أخُ المسلم لا يخذله ولا يتأخر بنصرته عنه و إنقاذه له في مشاكله الخاصةِ ما استطاع، و يسارعُ في رد المظلمةِ عنه و في إرشاده ونصيحته، وهذا من مقتضى الأخوة القائمة بين أفراد المسلمين بحكمِ الإسلام"، مضيفا: "أما قضايا الأمة بما هي أمة، كقضيةِ سلامة الدين وظهوره وعزه وانتشاره وغَلَبَتِه وكرامة مقدساته و أمن أرضه وحدوده وقداسة رموزه، فهي قضايا الجميع، والاشتراك في الدفاع عنها وحمايتها هو من الدفاع عن النفس وقضايا الذات، وليس ذلك من موقف النصرة للأخ المسلم فحسب؛ كإنقاذه من فاقته وسد حاجته الخاصه و عونه في مشاكله الشخصية، مع ما لنصرته هذه من شأن عظيم عند الله عز وجل. لا نقلل أبداً من نصرة المسلم لأخيه المسلم في مشاكله الخاصة، ولكن هناك نصرةٌ أخرى؛ هي نصرة الإسلام، وهي نصرة لنفسي كما هي نصرة لكل مسلم من المسلمين؛ لأن الإسلام قضية مشتركة، لأن الإسلام يسعد به الجميع إذا وُجد، ويشقى الجميع بفقده".

وأكمل: "الأمة الإسلامية، الأفغان منها، العرب، الأتراك، الباكستانيون، سائر القوميات. بلدانًا؛ إندونيسيا، مصر، إيران، السعودية، عمان، كل الأقطار الإسلامية، كل من ذُكِر وغيرهم من أبناء الأمة مسلمون قبل أن يكون هذا الشيء أو ذاك، وكل المسلمين مسؤولٌ عن قضايا الأمة وهمومها".

وشدد على أن "العدو الخارجي لبلد من بلاد هذه الأمة الإسلاميةِ الواحدة، أو لقوم من أقوامها، عدوٌّ لها كلها، والمعتدي على مقدس من مقدساتها، وإن كان هذا المعتدي يرفع اسمها، معتدٍ عليها وعلى كل مقدساتها. والمعتدي لا بدَّ أن يُرد عدوانه، والأمة التي تُداس مقدساتها من الداخل أو الخارج وهي ساكتة؛ أمة منسلخة من هويتها".

وأردف الشيخ عيسى قاسم أن "الحرب على الإسلام وأمته من الدول الطاغوتية الكافرة وفي مقدمتها أميركا واسرائيل، لم تعد مقتصرة على الحرب المكشوفة والمباشرة، فهناك اليوم الحروب بالنيابةِ والتي تخطط لها وتديرها من الخلف تلك الدول، و يتم تنفيذها على يد دولة أو أخرى من الدول التي تنسب نفسها للإسلام و تُحسب على المسلمين، أو على يد حزب أو تجمع هو كذلك، وإن كان فاقداً للأسس الإسلامية الصحيحة والأخلاقيات الإسلامية، ومنفصلاً عن ضرورة من ضرورات الإسلام.

وكثيرًا ما توجد اليوم جماعات وأحزاب ناشئةٌ عميدةٌ للفكرِ الكافر والدول الطاغوتية، قائمةٌ في تكوينها على الاعتداء باسم الدين وتحمل أشد روح العداوة له وتستهدف هدمه من الأساس و تشتيت أمته، و يستوي واجب الدفاع عن الإسلام، كانت الحربُ التي يواجِهُ خطرَها حرباً مكشوفة مباشرة من دولة كافرة، أو حزب يعلن كفره، أو دولة تتسمى بالإسلام و تنتسب للمسلمين، أو حزب من هذا النوع ومن أهل البِدَع. وإذا وُجب الدفاعُ عن الإسلام لوجود موضوعه، لم يسقط حتى تتصدى القيام به الأمةُ إلى حد الكفاية".
رقم : 880184
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم