0
الأربعاء 30 أيلول 2020 ساعة 22:21

استمرار الاستهداف ‘‘الاسرائيلي‘‘ للاطفال الفلسطينيين

استمرار الاستهداف ‘‘الاسرائيلي‘‘ للاطفال الفلسطينيين
وتأتي الذكرى السنوية العشرين لارتقاء الشهيد الطفل محمد الدرة ، والذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي بنيرانه أمام مرأى ومسمع العالم في الثلاثين من أيلول 2000 إبان انتفاضة الأقصى، ولا يزال الاحتلال مستمر بمسلسل الاستهدافات اليومية للأطفال الفلسطينيين.

ويرى مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء الاستهداف المتعمد للأطفال إلى تشكيل جيل مشوّه لا يستطيع المطالبة بحقوقه، إضافة إلى محاولة ردع الفلسطينيين من خلال اعتقال أطفالهم وإصابتهم وإعاقتهم وقلتهم في كثير من الأحيان، مما يتسبب في تحطيم مستقبلهم وإنهاء حياتهم وهم في سن الطفولة.

وبحسب احصائيات رسمية فإن أعداد الأطفال الفلسطينيين المستهدفين سواء بالقتل أو الإصابة أو الاعتقال تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد في ذلك ضمن خطط احتلالية مدروسة لاستهداف الأجيال الفلسطينية المتعاقبة والتي يشكل الأطفال النواة الأولى لها.

وأشارت مصاد صحفية إلى أن عدد حالات الاعتقال في صفوف الأطفال "دون سن الثامنة عشر" بلغت خلال عام 2019 حوالي 889 طفلاً، في حين بلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي حوالي مئتي طفل نهاية عام 2018.

وأوضحت المصادر إلى أن أكثر من 28 طفلاً ارتقوا شهداء خلال العام المنصرم 2019، بينما كان عدد الأطفال الشهداء قرابة 57 شهيداً في عام 2018.

وبحسب المصادر فإن الاحتلال يتعمّد في إصابة الأطفال بإصابات تؤدي إلى إعاقات مستديمة بحيث يشكل هؤلاء عبئا على أهلهم وعلى المؤسسات الرسمية والخيرية، حيث أشارت إحصائيات للمركز الفلسطيني للإحصاء إلى أن أكثر من 45000 طفلاً فلسطينياً يندرجون تحت مسمى الجرحى والمعاقين منذ عام 2000.

وفي هذا الصدد قال جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة : إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد بشكل واضح استهداف الأطفال من خلال الرصاص الحيّ مما يؤدي إلى بتر أطرافهم وإعاقتهم أو استشهادهم لأنه يعرف أن هؤلاء الأطفال هم جيل التحرير القادم الذي سيقارع الاحتلال لأخذ الحق منه.

وأكد الدرة تزامناً مع الذكرى العشرين لاستشهاد ابنه محمد، بأن مواجهة الاحتلال متواصلة وأن استهداف الأطفال في محاولة إنهاء مستقبلهم لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني.

من جهته  والد شهداء مجزرة عائلة الدلو والتي وقعت في العدوان الإسرائيلي 2014، فقد اعتبر أن الاستهداف الإسرائيلي لأبنائه الشهداء وزوجته وأحفاده هو بمثابة ابتلاء من الله عز وجل يستدعي الصبر والإرادة والتحدي لغطرسة هذا العدو.

وقال والد الشهداء جمال الدلو إن سياسة الاحتلال الإسرائيلي قائمة على القتل والدم وسرقة الأرض واستهداف الأطفال بشكل خاص من خلال ارتكاب المجازر الدامية، مؤكدا أن عوائل الشهداء الفلسطينيين ستبقى صابرة صامدة في وجه غطرسة الاحتلال.

وأضاف الدلو:" أن القصف الإسرائيلي المفاجئ للبيت خلّف 12 شهيداً كلهم من الأطفال باستثناء زوجته وزوجة ابنه وابنه"، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يعط وقتا للعائلة لإخلاء البيت من ساكنيه قبل قصفه.

بدوره قال خبير استراتيجي إن "إسرائيل" تتعمد استهداف الأطفال بدون أي ضوابط أو روادع حتى تجبر المجتمع الفلسطيني على الاستسلام لإرادته، وبالتالي توقع خسائر بالغة ولا تكترث بالمسؤولية عن هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي وتستمر في ذلك بدون حساب سواء من خلال الحصار الذين يعيق قدرة ذويهم على ضمان حقوق الطفل، وهذا ما يرفع نسبة الأمراض وسوء التغذية، أو من خلال استهدافهم عبر العدوان الإسرائيلي، أو من خلال اعتقالهم عبر الحواجز في الضفة الغربية والقدس.

ولفت الخبير إلى أن الاحتلال هو الجهة الوحيدة التي تشرع اعتقال الأطفال دون سن 14 عاما، موضحاً أن إسرائيل ما زالت تعتقل حوالي 400 طفل للتأثير على مستقبلهم.

وما بين الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للطفولة الفلسطينية، ما زال الاحتلال يفرض حصاراً بريا وبحرياً وجوياً على قطاع غزة، مما ألقى بظلاله على حياة الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا يواجهون مستقبلا مجهولا بفعل تفشي الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل وانهيار الواقع.

وأشارت تقارير حقوقية إلى أن أطفال فلسطين يعانون من الحصار المفروض على القطاع ضمن مسلسل الاستهداف الإسرائيلي لهم، فهم يواجهون ظروف الحصار التي أدت إلى سوء تغذيتهم وضياع مستقبلهم بما أنهم جيل شباب المستقبل، حيث لا حل في الأفق في ظل استمرار الخطط الاحتلالية القائمة على استهداف الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.

ويحيي الإيرانيون اليوم تحت عنوان التضامن مع الطفل الفلسطيني الذي يصادف ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة علي يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.
رقم : 889456
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم