0
الخميس 15 نيسان 2021 ساعة 20:55

غرق أمريكا في المستنقع العراقي بات وشيكاً

زهراء احمد- اسلام تايمز
غرق أمريكا في المستنقع العراقي بات وشيكاً
فقد كان شعار الرئيس الأمريکي السابق  دونالد ترامب الإنتخابي هو تقليص عدد القوات الأمريكية في المنطقة، ولكنه مع ذلك أُرغم على زيادة هذا العدد.

أما العراقيون فينقسمون حسب انتمائهم العرقي والسياسي، فمنهم من يرحب بوجود القوات الأمريكية معتبراً وجودها ضماناً لمحاربة الإرهاب،  ومنهم من يطالب برحيلها ويحمّلها بالأصل مسؤولية الإنفلات الأمني من خلال دورها في  تشكيل تنظيمات ذات طابع ديني متطرف، وتقوم بتدريبها وتسليحها لجعلها شماعة لتبرير وجودها العسكري في العراق بدعوى محاربة الإرهاب.

إلا أن الولايات المتحدة ظلت تتدخل في العراق وتقوم بخلق الأزمات، حتى وصل بها الأمر الی القيام بعمليات عسكرية ضد مؤسسات تابعة للدولة العراقية، تمثلت بقصف مقرات الحشد الشعبي عدة مرات، ولم تتوقف الإنتهاكات عند ذلك، بل تجاوزت كل الخطوط الحمراء باغتيال القادة الشهداء سليماني والمهندس.

وفي أعقاب هذه التحركات العسكرية ووسط بيئة مضطربة وأجواء مشحونة بالغضب، خصوصاً بعد جريمة اغتيال القادة الشهداء وبضغط شعبي كبير، قرر أعضاء البرلمان العراقي باستثناء النواب الكرد  وغالبية نواب المكوّن السني التصويت على سحب الإتفاقات التي تسمح لقوات التحالف بالتواجد في البلاد، وإخراج القوات العسكرية من الأراضي العراقية. ومنذ ذلك الحين رُفع الغطاء التشريعي عن القوات الأمريكية فارتفعت بذلك وتيرة العمليات العسكرية ضده.

وخلال الفترة الماضية والى الان تواجه قوات الاحتلال الامريكي خيارين لا ثالث لهما الاول هو خروجها من العراق مع بقاء البعثة الدبلوماسية وضمان عدم تدخلها في الشان الامني والسياسي الخيار الثاني وهو التعنت والبقاء وهو مايكبدها المزيد من الخسائر البشرية والمادية لذلك ما من خيارات جيدة أمام الولايات المتحدة بعد ان طُلب منها رسمياسحب قواتها من العراق لكن واشنطن  لا ترغب في التضحية بقواعد قد تحتاج إليها مجددًا 

في المنطقة لتعزيز وجودها في مواجهة الجبهة السورية والايرانية خصوصا قاعدة عين الاسد في غرب العراق التي استهدفتها ايران سابقا  وقاعدة حرير شمال العراق التي كانت تعتبرها امنة لانها تقع تحت سلطة حلفاؤها الكرد .

الا أن الضربات الأخيرة للقوات الأمريكية في قاعدة حرير وفي مقر القوات في مطار أربيل، كشف للبيت الأبيض أن القوات الأمريكية لم يعد مرحباً بها من شمال العراق الى جنوبه، وأن كردستان لم تعد بيئة آمنة له وقاعدة لإنطلاق عملياته العدوانية على العراق وجيرانه، وعلى إدارة بايدن أن تدرك ذلك وأن خروج أمريكا من العراق هي مسألة وقت.

من يعتقد أن استقتال أمريكا لتواجد قواتها في العراق يصب لمصلحة الأكراد أو السنه فهو واهم. فأمريكا لا يهمها سوى نفسها وهي مستعدة للتخلي عن أكبر حلفاٸها للحفاظ على مصالحها، وما حدث في سوريا خير دليل حيث انسحبت القوات الأمريكية من سوريا تاركة مصيرهم السياسي بيد تركيا وإسرائيل، ضاربة الإتفاقيات بين الدولتين عرض الحائط.

تواجد أمريكا في العراق هو تواجد يصب لمصلحتها فقط، فكذبة القضاء على داعش لتبرير الوجود باتت مكشوفة. فأمريكا وكغيرها من الدول الطامعة في الذهب الأسود لا يصب في مصلحتها أن ترى العراق قوياً، ولهذا فهي كانت ولازالت تعمل على تحجيم نفوذ العراق الخارجي والقضاء على الصلة الوثيقة والعلاقة الحميمة بين بغداد وطهران ،وتقسيم العراق جغرافياً حتى يسهل السيطرة عليه بالطرق الدبلوماسية والإتفاقات الشكلية.
رقم : 927427
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم