0
الاثنين 29 كانون الثاني 2024 ساعة 08:46

سقطات نتنياهو الجديدة.. هل تؤدي إلى عزله؟

سقطات نتنياهو الجديدة.. هل تؤدي إلى عزله؟
سقطات جديدة لنتياهو

في سقطة جديدة لنتياهو الذي خاض حربا عبثية على غزة لم يبق سوى هو يؤمن بها، أشار إلى أن أي تحقيق في أحداث 7 أكتوبر يجب أن يؤجل إلى ما بعد الحرب، وأضاف أن العلاقات بين الكيان الصهيوني ومصر تدار بشكل جيد وأن لكل من الطرفين مصالحه التي تهمه، وفي جزء آخر من كلمته، أشار نتنياهو إلى انتقاداته الشديدة لدور الوساطة القطرية، وذكر أنه لن يتراجع عن كلامه بشأن قطر، ولن يتخلى عن الأساليب التي اتبعها للضغط على حماس، وأن قطر قادرة على ممارسة مثل هذا الضغط، وزعم نتنياهو مرة أخرى أنه سيتم اغتيال قادة حماس، وخاطب الصحفيين الصهاينة: "سأقاتل ضد حماس وستقاتلون معي"، متحدثا أن الهدف الإسرائيلي هو تدمير حماس ولن يسمح لفصائل المقاومة في حماس بالبقاء في غزة وهذه الحرب لن تتوقف حتى إتمام هذه المهمة، على حد زعمه.

وفي تصريحات تدل على قمة الإجرام الإسرائيلي وعدم اهتمام تل أبيب بالقرارات الدولية، أوضح بنيامين نتنياهو إلى الحكم الأولي الذي أصدرته محكمة لاهاي ضد النظام الصهيوني وقال: محكمة العدل الدولية لم تجبرنا على وقف الحرب، وإن تظاهرات أهالي الأسرى لا فائدة منها، بل ترفع سقف مطالب حماس وتأخير إطلاق سراحهم، وقد بات واضحًا بشكل لا لبس فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يمثل الشخص المناسب في هذه الظروف الحرجة، كما تم تسليط الضوء عليه في مقالات الإسرائيليين أنفسهم.

وإن الدمار الذي لحق بقطاع غزة قد بلغ مستويات لا تُحتمل، وبالفعل تزداد تدهورًا، وفي الوقت نفسه، يجد الحكم الإسرائيلي نفسه تحت ضغط متزايد من قبل عائلات الأسرى، الذين يناشدونه ببذل كل الجهود الممكنة لضمان إطلاق سراح أقاربهم قبل فوات الأوان، وإن الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، التي ترغب بشدة في تجنب اندلاع حرب إقليمية، تسعى جاهدة للتوسط من أجل وضع حد لهذا الصراع، ومع ذلك، يبدي نتنياهو المعارضة لهذه الجهود، ما يعيق تقدمها ويعرقل فرص التسوية,

وإن تمسك نتنياهو بتحقيق "نصر كامل" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دون مراعاة للعواقب السلبية أو الخسائر المحتملة، أدى إلى جعله جزءًا من المشكلة بدلاً من الحل، وحذر من أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي تتسم بالخبث، حيث يستغل الحروب لخدمة مآربه السياسية، ما أثار استياء الإسرائيليين الذين يؤيدون بشكل عام جهود اجتثاث حماس، كما أن نتنياهو نجح في تباعد أهم حليف للكيان وهم الولايات المتحدة، بالرغم من دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل وقيادته بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، فنتنياهو عبّر عن تحدٍ مباشر وصريح للنصائح الأميركية، معتبرًا أنها تتعارض مع "المصالح الحيوية لإسرائيل".

والمشكلة باتتالموقف المتشدد الذي يتخذه نتنياهو، وإن خلط نتنياهو بين القيادة السياسية ومصالحه الشخصية، ورفضه التسوية عبر المفاوضات أو أي تدخل أميركي، ليس لأنه يعتبر ذلك غير مصلحة للإسرائيليين كما يدّعي، وإنما لأنه يرفض الضغوط الأميركية على مواقفه، مع تصوير نتنياهو لحرب غزة كأمر أكبر من خلاف حول إنشاء كيان إسرائيلي أو الصراع مع دول المنطقة، يخدم أهدافه السياسية الشخصية، ويبدو أن هذا، على الأقل، هو ما يعتقده غالبية الإسرائيليين، حتى أولئك الذين قد يدعمون رئيس الوزراء في جهوده للتصدي لحركة المقاومة حماس.

وإن مجريات الحرب وما ينتج عنها، يعتمد بشكل كبير على من سيتولى المسؤولية في ظل الصراع المتصاعد داخل حكومة الحرب المصغرة بين رئيسي الأركان السابقين بيني غانتس وغادي آيزنكوت من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، كما أن نتنياهو فقد الثقة لدى شعبه وحلفائه، وأن آخر حيله كانت في استقطاب القوميين اليمينيين المتطرفين إلى حكومته، وبدء التصدي للرقابة القضائية على الحكومة، مما أدى إلى أسابيع من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة.

حجب الثقة عن رئيس الوزراء

الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي ستصوت اليوم على مقترح لحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي قدمه زعيم المعارضة يائير لبيد، وهذه هي المحاولة الثانية خلال يناير الجاري، وإن حزب "هناك مستقبل" سيطرح في الكنيست اقتراحًا لحجب الثقة عن حكومة نتنياهو، ونقلت عن بيان للحزب أن هذا الاقتراح يأتي ردًا على ما وصفه الحزب بـ "الميزانية المثيرة للجدل" التي طرحتها الحكومة للتصويت، وأعلنت كتلة "الجبهة العربية للتغيير" في الكنيست الإسرائيلي أنها ستقدم أيضًا غدًا اقتراحًا لحجب الثقة عن الحكومة، ويدعو هذا الاقتراح إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى إطلاق مسار سياسي نحو عملية السلام.

وجاء في مقترح الكتلة العربية أن حكومة الحرب تسبب دمارًا يؤدي إلى سفك دماء آلاف الإسرائيليين والفلسطينيين، دون تقديم أي أفق سياسي لاتفاقية السلام، بل تتمسك بمواصلة الحرب في غزة من أجل مصالحها السياسية الخاصة، وأوضح الاقتراح أن حكومة نتنياهو تعرقل التوصل إلى أي اتفاق لإعادة المحتجزين ضمن عملية تبادل الأسرى، حيث تعتبر استمرار الحرب وسيلة للحفاظ على سلطتها، على حساب حياة المحتجزين وحياة الشعبين، وأكد الاقتراح على أنه لا يوجد بديل عن إنهاء الحرب لبدء مسار سياسي جديد يؤدي إلى التوصل إلى اتفاقية سلام عادلة.

وعملية سحب الثقة تتطلب تصويت أغلبية مكونة من 61 عضوا على الأقل من أعضاء الكنيست، ويتمتع الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو بأغلبية تبلغ 64 مقعدًا داخل الكنيست، مما يجعل من الصعب تمرير المقترح، وقد فشل الكنيست الإسرائيلي سابقاً في عقد جلسة لسحب الثقة عن حكومة نتنياهو، والتي دعت إليها زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي، وجاء فشل الجلسة بعد مقاطعتها من قبل أعضاء الائتلاف الحاكم في الكيان، حيث لم يوافق سوى 18 عضوا على المقترح، بينما كان يتطلب تمريره موافقة 61 عضوا من أصل 120 عضوًا في الكنيست.

الخلاصة، تزايدت الضغوط داخل الكيان وخارجها على نتنياهو بسبب طريقة إدارته للحرب على غزة وفشله في تحقيق الأهداف التي أعلنها، بالإضافة إلى عدم إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد تم اتهامه بالسعي لإطالة الحرب لبقائه في السلطة لأطول وقت ممكن، وتشير استطلاعات الرأي العام في الكيان إلى استمرار تراجع شعبية نتنياهو وحزبه "الليكود"، وفي تطور آخر، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن مسؤولين أمنيين ومدنيين إسرائيليين سابقين دعوا في رسالة مفتوحة إلى عزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب فشله في إدارة الحرب على غزة، وفي وقت سابق من اليوم، اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب برحيل حكومة نتنياهو، ويستمر المتظاهرون الإسرائيليون في التجمع والاحتجاج بشكل مستمر في مناطق مختلفة من تل أبيب ومحيطها، حيث يطالبون بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وبإجراء انتخابات مبكرة للتخلص من حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، وفي الوقت نفسه، يعتبر نتنياهو أن مظاهرات عائلات المحتجزين ليست ذات فائدة، بل تعزز مطالب حركة حماس وتعطل جهود استعادة الأسرى.
رقم : 1112276
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم