0
السبت 3 شباط 2024 ساعة 08:46

هل تجرؤ "إسرائيل" على إعلان الحرب ضد حزب الله؟

هل تجرؤ "إسرائيل" على إعلان الحرب ضد حزب الله؟
تهيئة للرأي العام الإسرائيلي

خلال زيارته لمستوطنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن يوآف غالانت، وزير الحرب في الحكومة الإسرائيلية، أن مدينة حيفا قد تكون عرضة للخطر في حال تصاعد الصراع مع حزب الله، وتستعد قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي لإطلاق حملة إعلامية بهدف زيادة جاهزية السكان الإسرائيليين لمواجهة حرب وشيكة مع حزب الله، ويأتي هذا في سياق تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق الصراع مع حزب الله وتحذيرات من إحداث دمار هائل في لبنان، حسب تصريحات وزير الدفاع، يوآف غالانت، وتعتبر قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن إطلاق حملة إعلامية بهذا الشأن قد يسفر عن "سوء فهم" من قبل حزب الله، وخاصة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق يُسهم في سحب قوات الحزب من الحدود عبر وساطة دبلوماسية.

وإن إحدى التحديات التي واجهت قيادة الجيش الإسرائيلي خلال العقد الأخير كانت كيفية توضيح خطورة التهديد الممثل من حزب الله، الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، وكانت في مركز هذه التحديات، مسألة ما إذا كان من المناسب الكشف عن خطورة هذا التهديد بشكل علني، بهدف تنسيق توقعات الجمهور الإسرائيلي وتعزيز الوعي والجاهزية للجبهة الداخلية، مع عدم وجود تفاهم بأن سيناريوهات حرب متعددة الجبهات قد تثير الهلع العام وتزيد من الثقة لدى أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، ما قد يؤثر على الردع الإسرائيلي.

وتتخيل سيناريوات قيادة الجبهة الداخلية وجود 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية في يد حزب الله، بالإضافة إلى قدرته على إطلاق أكثر من 4000 قذيفة صاروخية وصواريخ دقيقة وطائرات مسيرة مفخخة باتجاه "إسرائيل"، وبنهاية المطاف، قرر جميع رؤساء أركان الجيش عدم إثارة الذعر بين الجمهور، وهذه المعضلة تعود لتطرح نفسها أمام قيادة الجبهة الداخلية مرة أخرى، حيث يدرك صانعو القرار أن إطلاق حملة لزيادة جهوزية السكان لمواجهة حرب واسعة، حتى دون توافر معلومات استخباراتية حول نية حزب الله في شن حرب، سيؤدي إلى زيادة الجهوزية ولكنه سيثير بالتأكيد حالة من الذعر لدى الجمهور.

ولا شك أن عدم اليقين والتوتر في الشمال خلال الأشهر الأخيرة أثار العديد من التقديرات والتكهنات حول التكلفة التي ستدفعها الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حال اندلاع حرب مع حزب الله، ويدعم رؤساء السلطات المحلية في الشمال ضرورة تنسيق توقعاتهم مع الجمهور، وخاصة في ضوء الانتخابات المحلية، حيث أعربوا عن قلقهم من الوضع الأمني وطلبوا إعداد السكان للتعامل مع خطر إطلاق نار مكثف باتجاه الكيان، وتجدر الإشارة إلى أن قرار زيادة جهوزية السكان لمواجهة حرب شاملة يخضع لمصادقة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، ووزير الأمن، غالانت.

التهديد لا يجلب الطمأنينة

عاد الإعلام العبري مؤخرا إلى لهجة التهديد مؤكدا أن أي حملة مشابهة ضد المقاومة اللبنانية يجب أن تتضمن تنسيقًا لتوقعات حول الضرر المحتمل الذي سيلحق بحزب الله ودولة لبنان نتيجة لاندلاع الحرب، ورغم أن الجبهة الداخلية في الكيان قد تتعرض لضربات، ويزعم أنه يجب على الجمهور أن يدرك أن الجيش الإسرائيلي قد نمى قدراته النارية، سواء جوًا أو برًا، وتشير الضربات الإسرائيلية هذه المرة إلى استخدام قذائف ومقذوفات دقيقة وتكتيكات دفاعية متطورة، ويجب أن يدرك الجمهور أنه في بيروت لا توجد القبة الحديدية أو العصا السحرية"، مشيرا إلى المنظومتين الإسرائيليتين لاعتراض الصواريخ، ومع ذلك، فإن هذا التهديد لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يوفر الطمأنينة للجمهور الإسرائيلي المتخلخل من تصرفات حكومة نتنياهو.

وفي ظل إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قيادة المنطقة الشمالية أجرت الأسبوع الماضي تدريبات مكثفة كجزء من إجراءات رفع الجاهزية على الحدود الشمالية، أعلن حزب الله اللبناني أنه نفذ 7 عمليات ضد مواقع إسرائيلية، كما أن تدريبات لواء المظليين الاحتياطي الشمالي وقوات هندسة متخصصة تمت في إطار الخطط التدريبية لكتائب الاحتياط على طول خط الحدود الشمالي، وشملت التدريبات التحضير لمواجهة الظروف الجوية الشتوية والقتال في مناطق سكنية مكتظة، وحسب مزاعم مسؤول عسكري، فقد تدرب الجنود الإسرائيليون على مختلف المستويات بما في ذلك الفرق القتالية التي تضم مقاتلي المشاة والهندسة العسكرية والمدفعية.

ومن ناحية أخرى، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في عدة مناسبات إلى إمكانية شن حرب على حزب الله اللبناني عند الحدود الشمالية، وذلك في ظل التبادل المستمر للقصف والاستهداف بين الطرفين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي التطورات الميدانية، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية قامت بقصف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك موقع ومبنى في بلدة بليدا، بالإضافة إلى استهداف مروحيين، وأضاف إن الدفاعات الجوية تصدت لهدف جوي داخل لبنان يشتبه في أنه كان يتجه نحو الأراضي الإسرائيلية، وتم تفعيل صفارات الإنذار في 4 بلدات في الجليل الأعلى، بعد الاشتباه في تسلل مسيّرة من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة.

بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 4 قذائف صاروخية سقطت في مناطق مفتوحة بمستوطنة شلومي في الجليل الغربي السبت، دون تسجيل إصابات، لتقوم طائرة إسرائيلية بشن غارتين على بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، فيما أعلن حزب الله تنفيذه 7 عمليات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان، وأوضح أنها استهدفت جنودا إسرائيليين في محيط ثكنة شوميرا ومحيط موقع جل العلام ومحيط موقع العباد وثكنة دوفيف، بالإضافة إلى قاعدة خربة ماعر، ما أسفر عن إصابات مباشرة، وأكد الحزب أنه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الناقورة البحري وثكنة زبدين بمزارع شبعا المحتلة، ونشر حزب الله مقطع فيديو يظهر استهدافه لثكنة معاليه غولان التابعة للجيش الإسرائيلي المتاخمة لمزارع شبعا، باستخدام صواريخ من طراز "فلق 1"، والتي تعتبر من عيار 240 مليمترا ويبلغ مداها حوالي 10،5 كيلومترات، وتحمل رؤوسًا حربية شديدة التفجير دون إطلاق شظايا.

وفي ظل الحرب المدمرة في قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية توترًا متزايدًا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تبادل متقطع لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، وقد أدى هذا التوتر إلى سقوط شهداء من المقاومة وقتلى وجرحى من الإسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة المدنيين اللبنانيين.

وبناءً على التطورات الأخيرة، يتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويصبح من الواضح أن المنطقة تعيش في فترة حساسة ومتوترة، يعكس هذا التوتر التصعيد المستمر بين الكيان وحزب الله، والذي يتسم بزيادة في عمليات التصعيد والتوتر المتبادل، ومن المتوقع أن تستمر هذه التطورات في التأثير على الأوضاع الإقليمية بشكل عام، وخاصة مع تصاعد الصراعات والتوترات في الشرق الأوسط نتيجة العنف الإسرائيلي الكبير، ومع استمرار التوتر، يمكن أن تتصاعد العمليات العسكرية والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي أكبر وتأثيرات أكثر خطورة على السلم والأمن في المنطقة، كما عودتنا تل أبيب.

وعلى الرغم من ذلك، يتوجب على الإسرائيليين إدراك أن أي حرب جديدة ليست في مصلحة كيانهم المنهك، والمنطق يقول أن أي تصعيد ليس في مصلحة الإسرائيليين أبدا، فحرب غزة في بداية نهايتها إن صح التعبير بعد فشل الكيان الإسرائيلي،  ومع ذلك، يظل الوضع متغيرًا بشكل سريع، وتبقى التوقعات حول مستقبل التطورات محفوفة بالمخاطر، ومن المهم أن تبقى الأطراف الدولية ملتزمة بقطع اليد الإجرامية للكيان أو كفها عن دمويتها، ودعم الحلول السلمية والوساطة في إطار القوانين الدولية، بهدف تجنب تفاقم الصراع وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
رقم : 1113550
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم