0
الثلاثاء 27 شباط 2024 ساعة 08:16

دعوات لحصار الكنيست.. هل انتهى عهد نتنياهو؟

دعوات لحصار الكنيست.. هل انتهى عهد نتنياهو؟
الكيان إلى الهاوية

لا شك أنّ تحذيرات باراك من سياسة نتنياهو في محلها، وخاصة أنّه لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يحسن فرصه في الانتصار طالما ليس لديه أهداف سياسية ملموسة، وسيغرق في مستنقع غزة طالما ليس لديه أهداف واقعية، وإن من يحول بين الكيان والحل [لغزة] هم رئيس الوزراء نتنياهو نفسه ومرعبوه، وزير [الأمن القومي] إيتمار بن غفير ووزير [المالية] بتسلئيل سموتريتش، وتأكيدهم أنهم يمنعون الكيان من العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل أمنها، ويمنعون من العمل مع الولايات المتحدة من أجل أمن الكيان ويجرونه إلى الهاوية من أجل مصلحتهم الخاصة.

وكان باراك قد قال في كانون الثاني/يناير الماضي إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تُهزم، مشيراً إلى أنه على الرغم من المكاسب التي حققتها القوات الإسرائيلية إلا أن فرص استعادة "الرهائن" تضاءلت، وحسب السلطات الفلسطينية فإن الكيان الذي يحاكم في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يواصل حربه المدمرة على غزة منذ الـ 7 من تشرين الأول 2023، حيث قتل 29,692 شخصًا وأصاب 69,879 شخصًا، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض ولا يزال عدد الشهداء مجهولا مع 69,879 جريحاً.

وقد رفع العديد من المحتجين ملاحظات مكتوبة بخط اليد يعلنون فيها أن الفشل المطلق (لرئيس الوزراء نتنياهو) أي بمثابة بقاء 134 شخصًا أسرى حرب، جاء ذلك رداً على مطالب عائلات أسرى الحرب الصهاينة بوقف الحرب وإعادتهم من قطاع غزة، وقد أثارت التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الصهيوني احتجاجاً شديداً من يائير لبيد، زعيم حزب المعارضة في الكيان الصهيوني.

وتنخفض شعبية نتنياهو وفريقه الحكومي بشكل كبير منذ أن شنَّت قوات المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس عملية فريدة من نوعها في الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر الجاري لمهاجمة المستوطنات الصهيونية في قطاع غزة، وأسرت عشرات الصهاينة، ويعتبر الخبراء هذه العملية فشلاً استراتيجياً للكيان الصهيوني وقواته المسماة بـ"الأسطورية"، وكانت هذه العملية بداية لاجتياح وحشي شنته قوات نظام الاحتلال على المناطق السكنية في قطاع غزة، واستمرت هذه الهجمات من الـ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر إلى 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، واستؤنفت يوم الجمعة الأول من كانون الأول/ ديسمبر بعد انقطاع دام أسبوعاً.

وداخل 'إسرائيل'، كان هناك ضغط متزايد من أجل إعادة الأسرى الذين تحتجزهم الفصائل في قطاع غزة، وتجمع عشرات الآلاف في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراحهم، وتقدر 'إسرائيل' عدد الأسرى المتبقين بعد عملية التبادل في قطاع غزة بحوالي 137 أسيرًا، ووفقًا لتقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إسرائيليين فإن شروط المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس مرتبطة بوقف الحرب على غزة بشكل كامل، وهو ما ترفضه "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه، فإن تعنّت الكيان يعقّد السبل الممكنة للمفاوضات.

ومن ناحية ثانية، تعلم عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس من أن حياة أبنائهم في قطاع غزة "تنفد"، مع عدم مبالاة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعودتهم واتهامه بـ"قتلهم"، وتبدو حركة حماس منفتحة على أي مبادرة وساعية لوقف العدوان على أهالي غزة، في إشارة إلى أن الاحتلال لا يستطيع إخراج أسراه أحياء قبل أن يوقف العدوان ويدفع الثمن، ومنذ ديسمبر الماضي.

ولعل تصريحات نتنياهو ومسؤوليه أقسى وأكثر إيلاماً لعائلات الجنود المحتجزين من مشاهد تدمير الآليات التي عرضها الجيش الإسرائيلي، وبالنسبة لنتنياهو، فإنها تدخل في عمق نفسيته الشخصية مفضلاً المضي في شؤونه الخاصة ومقدماً مصالحه الشخصية على كل شيء آخر، وبالنظر إلى التأثير المحتمل لهذه القضية على المجتمع الإسرائيلي، فإنها تدل على حقيقة أن نتنياهو لا يكترث بحياة الجنود المعتقلين، وهو ما يرتبط بتحميله مسؤولية وفاة شقيقه يوناتان المأساوية عام 1976 على الآخرين، ويعكس هذا النوع من الرسائل تعزيز حماس لاستراتيجيتها الإعلامية والنفسية القوية للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وتعتبر الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمثابة تغيير استراتيجي في إدارة المعركة.

ونتيجة لهذه الاستراتيجية الجديدة، فإن إخفاقات الكيان الصهيوني وحكومة الحرب باتت فاضحة إلى درجة أن وزراء عبروا عن اشمئزازهم منها، ويبدو أن تل أبيب تتجه نحو اتفاق رغماً عنها، وبعد حرب غزة بكل تبعاتها لن يكون هناك نهاية في الأفق لرئيس الوزراء نتنياهو، بل إن هذا الاتفاق لن يكون له نهاية في الأفق، فالإسرائيليون يدركون من خلال التجربة أنها أكبر عقبة في طريقهم، وحسب المعلومات فإن الأحداث والصور التي يقدمها الجانب الفلسطيني وخاصة فصائل المقاومة تلقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور الإسرائيلي، ويشكل ظهور الجنود الإسرائيليين المعتقلين وما يقولونه عاملاً مهماً في إعادة توجيه الرأي العام بشكل عام وتشكيل الرأي العام الإسرائيلي، وبما أن المعلومات والفيديوهات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصل إلى الجمهور بسرعة، دون المرور بوسائل الإعلام التقليدية، فمن الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في نقل هذه الرسائل وتأثيرها، وخاصة في ظل الفشل الذريع لحكومة الحرب الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم الوضع السياسي والعسكري في الكيان بشكل كبير.

خلاصة القول، إن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في توقيع اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفشله في تحقيق أهدافه المعلنة وأساليبه في إدارة الحرب على غزة، زاد من الضغوط الداخلية والخارجية عليه لإطالة أمد الحرب من أجل البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، وقد اتهم بمحاولة إطالة أمد الحرب من أجل البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي داخل الإدارة أن التأييد لرئيس الوزراء نتنياهو وحزبه "الليكود" مستمر في الانخفاض، وقد دعا كثيرون إلى إقالة نتنياهو، وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة حكومة نتنياهو، ويواصل المتظاهرون الإسرائيليون التجمع والاحتجاج في مناطق مختلفة حول تل أبيب، ويطالبون بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإسقاط حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، وفي الوقت نفسه، يرى رئيس الوزراء نتنياهو أن مظاهرات عائلات الأسرى المحتجزين ليست مفيدة، بل إنها تعزز مطالب حماس وتعرقل جهود استعادة الأسرى.
رقم : 1118804
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم