0
الخميس 5 شباط 2015 ساعة 09:46

روسيا تقدر دور حزب الله وجهوده في مواجهة الإرهاب

روسيا تقدر دور حزب الله وجهوده في مواجهة الإرهاب
وفي الشأن اللبناني، اعتبر السفير الروسي "أن حزب الله هو مقاومة ضد إسرائيل ومن خلال الأحداث في المنطقة وفي سوريا المجاورة للبنان وفي العراق، أصبح الخطر الإرهابي التكفيري، يعتبر أيضاً من الهموم الأساسية عند حزب الله، ولذلك نحن نقدر دوره وجهوده في مواجهة الإرهاب". ولفت زاسيبكين إلى "أن موضوع رئاسة الجمهورية سيكون نتيجة لتطور إقليمي معيّن ستكون له انعكاسات على المطبخ السياسي اللبناني". اضاف "نقبل الخيار اللبناني الذي نعتقد أنه سيأخذ في الاعتبار كل المعطيات الداخلية والخارجية والتحديات، والمشاكل في المنطقة، والنزاع في سورية، ومكافحة الإرهاب، وكيف يمكن أن يتصرف الرئيس في ظل هذه الأجواء، ليكون الشخص المناسب في التوقيت والمكان المناسب، فالرئيس يجب أن يكون الأقدر على معالجة هذه المواضيع سياسيا".

وشدد السفير الروسي على "أن الخصوم في الغرب وفي منطقة الشرق الأوسط يعتبرون روسيا الطرف الأساسي الذي يمارس السياسة المستقلة، ولذلك أصبحت روسيا هدفاً أساسياً للهجوم الغربي المتكامل الذي يشمل المجالات العسكرية والاقتصادية والمالية والتاريخية.

وتحدث الدبلوماسي الروسي عن المؤشرات العسكرية من خلال استخدام الغرب للجيش الأوكراني، والمؤشرات الاقتصادية التي ظهرت في العقوبات الغربية على بلاده وخفض اسعار النفط، والمؤشرات الحضارية والثقافية بالسعي لتزوير التاريخ من خلال إعادة كتابة تاريخ تلك الحقبة وتشويه وتحريف الحقائق وشطب أي دور للاتحاد السوفياتي السابق في صنع الانتصار على النازية.

ولفت الى ان الولايات المتحدة لم تستطع وحلفاؤها الانتصار في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط، إلا أنها وبحسب زاسيبكين استطاعت إشعال الفتن بين أبناء البلد الواحد، وصب الزيت على النار. فعلى رغم الاجماع الدولي والأممي على أهمية الحل السياسي في سورية وأن الحل العسكري لن يوصل إلى ما يبتغونه، تماطل الولايات المتحدة في التسوية السياسية، وتشجع المقاتلين الموجودين في سورية من دول مختلفة، أو في أوكرانيا من خلال السلطة التي قامت بالانقلاب واستولت على السلطة في كييف وأعلنت الحرب ضد المناطق الشرقية. وها هم اليوم مستمرون في هذه الحرب، يكثفون قصف المدن الموالية لروسيا غير آبهين بالإصرار الروسي على ضرورة تطبيق اتفاق مينسك الذي وقع بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي ينص على إنشاء منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة والمسلحين الأجانب، ووقف إطلاق النار. وبحسب زاسيبكين لا يوجد أمام روسيا إلا خيار الاعتماد على القدرات الذاتية وتنشيط العلاقات مع الدول التي لا تقبل سياسة الهيمنة، باعتبارها أن أي تردد في الموقف أو أي خطوة نحو الخضوع للمطالب الإرهابية يؤديان أوتوماتيكياً، إلى مطالب أكثر وأكثر، وسيطرة اقتصادية للغرب تمهيداً لعودة الأحادية.

ولا يحبذ السفير الروسي تشبيه الحقبة اليوم بحقبة الحرب الباردة التي نشبت بين الاتحاد الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي من جهة والمعسكر الغربي من جهة أخرى. فهي تختلف من الناحية الايديولوجية، فإبان الحرب الباردة، كان الصدام الايديولوجي قوياً والمواقف الهجومية كانت من الطرفين، فكل معسكر أراد تحقيق الانتصار على الآخر، بيد أن الواقع اليوم مختلف، روسيا تدعو وتريد الشراكة والتعاون، والغرب لا يريد إلا السيطرة وقيادة العالم وهذا يتجسد في انتشار "الناتو" وعدم القبول باستقلالية روسيا.

اضاف زاسيبكين "إن الغرب يحاول اتهام روسيا بإعادة إحياء الأمبراطورية الروسية، على رغم أن ذلك غير صحيح ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، ويقوم بتزوير مفهوم العلم الروسي الذي تم التوقيع على مرسومه في ١١ كانون الأول لعام ١٩٩٣ والذي بموجبه أصبحت ألوان العلم، الأبيض والأزرق والأحمر، رمزاً رسمياً للبلاد، والذي ينص على توطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية في كل دول العالم، في حين أن الغرب يدعي أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين يريد السيطرة بالسلاح على المناطق التي يتواجد الروس فيها، وهذا التزوير مؤسف جداً".

وأكد السفير الروسي أن هناك نوعاً من الحقيقة من أن موسكو أقرب إلى إيران وسوريا وحزب الله، بالمقارنة مع بعض الدول الأخرى، الا أنه أشار إلى ضرورة توضيح بعض الأمور، أن روسيا تتعاون مع سوريا وإيران والعراق، ولكن في الوقت نفسه، تريد أن يكون الاستمرار في الحوار مع السعودية في مكافحة الإرهاب، مذكراً بالاجتماع التشاوري السعودي – الروسي الذي عقد قبل وفاة الملك عبدالله برئاسة تركي بن محمد بن سعود بن عبد العزيز، وألكسندر زمييفسكي المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لشؤون التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة للبحث في طرق التصدي لظاهرة الإرهاب.
ولما كانت روسيا تتواصل مع السعودية في هذا المجال لما لها من تأثير، فإن التواصل مع المملكة مقطوع في موضوع البترول بعد تخفيض أسعار النفط.

ولا يخفي السفير الروسي العلاقات الجيدة جداً كما يصفها مع تركيا في المجال الاقتصادي، والتي توجت بالاتفاق الأخير حول الغاز الذي رفع العلاقات إلى أعلى المستويات، والذي له بعد استراتيجي، ويتعلق باستراتيجية الغاز في السنوات المقبلة في اوروبا علاوة عن الاتفاق مع الصين الذي سيبدل من أمور كثيرة في المستقبل في ما يتعلق بهذا المجال، الا أنه لا ينسى أن يؤكد "أن لا تفاهم مع الأتراك في الملف السوري وهذا واضح".

وأكد السفير الروسي أن "موسكو- ١" كان ناجحاً، وميزته أن هذا النجاح كان مبرمجاً، فالفكرة قامت على أن تُمثل المعارضة بأوسع مما كانت تُمثل سابقاً في مؤتمري "جنيف- ١ و٢"، وثانياً تبادل الآراء بين المعارضة والحكومة، وثالثاً عدم تحديد النتائج المسبقة.

وأكد زاسيبكين أن موسكو لا تبحث في موضوع الرئيس السوري بشار الأسد لأنه شأن داخلي سوري، فما يهمها ان تنتقل سوريا من حالة الحرب إلى حالة السلم، وتعتبر أن مكافحة الإرهاب في سوريا أصبحت من الأولويات القصوى، ولذلك على السوريين البحث في خريطة طريق للانتقال من حالة الحرب إلى حالة التوافق الوطني لأن الإرهاب يهدد بلدهم، ولذلك على أطراف منتدى موسكو أن يتفقوا حول الآلية للوصول إلى هذا الهدف.

وفي السياق، أكد زاسيبكين أن روسيا تؤيد النظام في مكافحة الإرهاب، وتتعاون مع النظام السوري لأنه يمثل الدولة، وأشار في الوقت نفسه إلى "أننا سياسياً في الحوار نحن بين النظام والمعارضة ونريد ان ينجح، لا نضغط على أي طرف انما نتحدث مع الطرفين لتنقية الأجواء".

لم يكن في يوم من الايام "موسكو- ١" مدعوماً من الاميركيين، فما يصح قوله عن الاميركيين، كما أوضح زاسيبكين، أنهم ليسوا ضده، لأنهم باتوا يدركون أن هناك نقصاً في الجهود السياسية، لذلك لا يعارضون الجهود الروسية، فالموافقة الأميركية على حل سياسي في سورية انطلاقاً من مصالحها، ويبدو أنها في حاجة إلى الخطوة الروسية، فكل الأطراف تقول بضرورة الوصول إلى الحل السياسي. وعلى رغم ذلك لفت الدبلوماسي الروسي الى ان التفاهم الأميركي ـ الروسي لن يكون مجدياً، في ظل تدهور العلاقات والهجمة الأميركية ضد روسيا.

لا يعول السفير الروسي على الموقفين السعودي والقطري اللذين لم يتغيرا من وجهة نظره، فنحن نسمع أن السعوديين والقطريين يريدون الحل السياسي، إلا أنهم يصبون جام تركيزهم على موضوع الرئيس بشار الأسد، على عكس مصر التي وجدت روسيا تعاوناً من قبلها، فالجهود المصرية كما قال زاسيبكين قريبة للجهود الروسية، وفكرة موسكو شبيهة بمؤتمر القاهرة، كل واحد منهما يكمل الآخر.
رقم : 437510
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم