0
الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2014 ساعة 01:09
إعداد: نورا عيتاني

مؤتمر"خطر التيارات التكفيرية من وجهة نظر علماء الإسلام" مبادرة جادة

للتعامل مع ظاهرة التكفير التي روعت المسلمين
مؤتمر"خطر التيارات التكفيرية من وجهة نظر علماء الإسلام" مبادرة جادة
مؤتمر"خطر التيارات التكفيرية من وجهة نظر علماء الإسلام" مبادرة جادة
كما ضم المؤتمر علماء ومفكري اكثر من 80 دولة من العالم, بحثوا بمدى خطر الجماعات التكفيرية الارهابية وسبل مواجهتها ودرء خطرها وكيفية اجتثاث الجذورالفكرية للتكفيريين.

وقد شارك بالمؤتمر العديد من رجال الدين الإيرانيين بمن فيهم حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران وآية الله احمد جنتي أمين مجلس صيانة الدستور وآية الله حسيني بوشهري مدير الحوزات العلمية إلی جانب خطيب الجمعة للسنة في محافظة زاهدان جنوب شرقي إيران مولوي عبدالحميد.

ويشرف على المؤتمر المرجع الديني اية الله مكارم شيرازي، فيما يتولى المرجع آية الله سبحاني مهمة الاشراف العلمي.

ومن الشخصیات الاخری المشارکة فی الملتقی ایة الله حسینی بوشهری مدیر الحوزات العلمیة وایة الله جنتی وایة الله امینی عضو مجمع تشخیص مصلحة النظام وایة الله ری شهری ومولوی عبدالحمید خطیب صلاة الجمعة فی مدینة زاهدان وابراهیم الجعفری وزیر الخارجیة العراقی.

ویحظی انعقاد المؤتمر بأهمیة کبری، وینتظر ان یضطلع بمعالجة أخطر معضلة تواجه العالم الاسلامي، و انه لا یخص طائفة دون أخری بل یعم جمیع المسلمین، کما ان من اهدافه تعیین دار للافتاء، یجمع بین أهم المراکز الدینیة المتمثلة بالأزهر الشریف وحوزة النجف الأشرف و قم المقدسة.

ویقول القائمون علی الملتقی الدولی، ان فکرة تنظیم هذا الاجتماع العالمي، بدأت قبل ثلاثة اعوام واتباعا للرؤیة الشاملة التي یحملها مراجع الدین الکبار فی قم المقدسة تجاه قضایا العالم الاسلامي ، وذلك نظرا لشدة التحدیات التي يواجهها العالم الاسلامي الذي يشهد العملیات الإرهابیة التکفیریة ضد المسلمین الشیعة والسنة؛ مؤكدين ان 'الامر المثیر للاهتمام في هذا الملتقی هو مشارکة واسعة من قبل کبار العلماء المسلمین الذین یمثلون ٨٦ دولة في العالم', مشددين على ان الهدف الرئیس من عقد هذا الملتقى الاسلامي العالمي هو الترکیز علی ان ظاهرة التکفیر لا تمتّ للاسلام بصلة ابدا ، وانما هي قراءة خاطئة عن الدین الاسلامي وشریعته السمحاء' .

وسیبحث الملتقی قضایا التطرف والتکفیر في اربعة محاور رئیسة وهي:

- دراسة جذور الفکر التکفیري والجماعات المتطرفة.
- التعرف علی الاسس العقائدیة لدی التکفیریین.
- العلاقة بین السیاسة والجماعات التکفیریة.
- دراسة السبل الکفیلة بالتخلص من ظاهرة التکفیر وآلیات التصدي للمجموعات التکفیریة.

ويمكن اعتبار المؤتمر كأول مبادرة جادة للتعامل مع ظاهرة التكفير التي روعت المسلمين باقترافاتها وصدمت وجدانهم الديني وأحرجتهم أمام أنفسهم وأمام العالم من خلال عصابة "داعش" الهمجية وجرائمها المروعة باسم الاسلام ومشروع دولة "الخلافة" المزعومة.
 
ومؤتمر قم هذا يعد مبادرة سيسجلها التاريخ لهذه المدينة الدينية، إذ من المفروض أن يستثمر الإعلام الحر هذه المحطة في المعركة المفتوحة مع ظاهرة التكفير كإعلان براءة من الممارسات الإجرامية التي يتم نسبتها إلى الإسلام، والانتصار للقيم الروحية والإنسانية التي جاء بها الإسلام.

فالمؤتمر أحدث الخرق المطلوب في جدار شلل المبادرات، وهو سيركز على آليات عملية لمواجهة التكفير وافتتاح ورشات عمل فقهي وفكري وثقافي لمواجهة الظاهرة التكفيرية، ليتكامل جهده؛ كجهد مؤسسة دينية وحركة علماء؛ مع العمل الميداني في ساحات المواجهة العسكرية، ومع الاشتباك السياسي بوجه الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب وتغذيه.
لكن ما لا ينبغي إغفاله في موضوع التكفير، هو أن التكفير تخطى كونه مجرد ظاهرة فكرية أو ثقافية؛ وتحول إلى تنظيمات إرهابية تتلقى دعما دوليا وإقليميا تفتَّك لها مساحات وخرائط من جغرافية الأمة على قاعدة نمط من التدين المتوحش الذي لا يمثل "التكفير" إلا قوته الدافعة وليس كل أسسه ومنطلقاته.

إن "التكفير" له عمق في تجربة المسلمين الدينية والتاريخية وهذه حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، وليست المشكلة في أن التكفير ينشط في المساحة ما بين المذاهب الإسلامية كما يتصور البعض، بل المشكلة هي أننا نرصد له أحيانا نشاطا في الدائرة الخاصة على صعيد كل مذهب، وليس ذلك إلا لضعف التأهيل الديني على فكرة التعدد والاختلاف وعدم التنبيه من الخطورة الشرعية في استسهال تكفير المسلم. 

ولذلك فالحاجة تدعو اليوم؛ وأمام النتائج الكارثية لظاهرة التكفير؛ إلى تحرير ثقافة التسامح من حيز الهامش والشذرات، والإنتقال بها إلى ثقافة فاعلة ومؤطرة لسلوكات الحوار والتغاير مع "الآخر" وذلك بعد العمل عليها قرآنيا وروائيا، واستحضار قيمتها في تجربة نبينا الأكرم (ص) والائمة الميامين من بعده.
رقم : 421305
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم