0
السبت 17 حزيران 2017 ساعة 10:11

الصوم حالة عبادية يتقرب فيه الإنسان إلى الله

الصوم حالة عبادية يتقرب فيه الإنسان إلى الله
وبدخول شهر رمضان يدخل العالم كل العالم حالة خاصة واستثنائية نتطلع فيه الى ما يترتب من فائدة ومصلحة ذاتية واجتماعية تساعد بتطور العلاقة مع الله والانسان، فالفائدة الذاتية للصائم هي : الحالة التي يعيشها الصائم مع الله وقربه منه بالطاعات التي ندخل السكينة على النفس المؤمنة، وسمو الروح وبالقيم الدينية التي تعيد الانسان الى الفطرة التي دلّ الله الناس عليها، لان الفطرة الاساسية هي النموذج الاكمل في بناء الانسان، وكل الرسالات السماوية كانت وظيفتها الاساسية الوصول الى اقرب نقطة الى الكمال الانساني، التي لا يمكن ان نصل اليه الا من خلال الورع عن محارم الله الذي يشكل منطلقا ايمانيا.

وقد ورد في خطبة النبي صلى الله عليه واله في اخر جمعة من شعبان عندما سأله امير المؤمنين علي عليه السلام، وما افضل الاعمال في هذا الشهر فأجاب الورع عن محارم الله، فكل صائم يريد ان يصل لسمو الروح والاقتراب الى النموذج الاكمل انسانيا فمن الضروري ان يتورع عن محارم الله.

ومن المؤكد ان الصوم ليس الامتناع عن المفطرات فحسب، فلا بد من صوم الجوارح عما حرم الله من عين او لسان وسمع وهذه الجوارح الخطرة جدا، فلا بد ان نغض الطرف عن الصورة المحرمة او التجسس لكشف عيوب الناس والتشهير بهم، وان نحفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والبهتان والكذب وذكر كلام الفحش والقذف والسباب والشتائم، وحفظ السمع عن ذلك ايضا. إذا تأملنا ذلك بوعي ندرك بأن الصوم يضبط الوضع النفسي والذاتي وينظمنا روحيا واخلاقيا، وهذا ما يحتاجه الانسان بين وقت وآخر.

الفائدة الاجتماعية
كما كلنا يعلم ان الصوم حالة عبادية يتقرب فيه الانسان الى الله تعالى، الا ان بعض ما هو منصوص يؤكد على علاقة الصائم بغيره لتعزيز العلاقات الاجتماعية، فورد عن بر الوالدين وصلة الرحم والتواصل مع الجار والنظر الى الفقراء وتذكر احوالهم من خلال الصوم فنتذكر بجوعنا جوع الفقراء .

كما وان اجتماع العائلة على مائدة واحدة -التي نفتقدها في هذه الايام- يشكل ترابطاً اسريا نحتاجه وبشدة، لمواجهة الآفات الخطرة اخلاقيا وسلوكيا، فالتقارب الاسري ضرورة غير عادية نأمل ان نوظفها بطريقة جيدة مع اسرنا في هذه الايام خاصة، ونشهد عمل ممنهج لتمييع الجيل الجديد اخلاقاً ووضع حاجز بينه وبين المجتمع ليعيش في زمن واحد، لكن بعالمين متغايرين ومن الممكن ان يكونا متناقضين.

فالافطار في شهر رمضان يجمعنا كعائلة واقارب وأحبة الى تلك المائدة فهي مقدمة للتقارب مع بعضنا البعض، فلم تقتصر دعوات الافطار على الاقارب فحسب بل تتعدى الى غيرهم وهناك تاكيد على ثواب افطار الصائم ولو بشق تمر، اذا تاملنا هذا النص ندرك باننا بحاجة الى ترشيد العلاقة مع شهر رمضان بما يتناسب ايمانيا واخلاقيا. كما كلنا يعلم بان العلاقات ليست مقتصرة على المسلمين بل تتعدى الى غيرهم من خلال التواصل بدفع المبرات والخيرات والصدقات التي لا يراعى فيها الانتماء الديني، انما يراعى فيها الحاجة والفقر والنظر الى المحتاج بما هو لا بما يؤمن.

وفي الختام احب أن اوجه كلمة بمنتهى البساطة بأن للصوم فوائد كثيرة ومنفعة شخصية للصائم والناس. تقبل الله اعمالنا في هذا الشهر ووفقنا فيه للاستفادة اخلاقيا وسلوكيا انه سميع مجيب وكل عام و انتم بخير.
رقم : 646634
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم