0
الاثنين 17 تموز 2017 ساعة 18:42

الذكرى 75 عاما لمعركة ستالينغراد

الذكرى 75 عاما لمعركة ستالينغراد


من حيث طبيعة العمليات القتالية، تنقسم معركة ستالينغراد إلى مرحلتين، هما المرحلة الدفاعية التي كان الجيش الأحمر يكبح خلالها زحف القوات الألمانية، والمرحلة الهجومية التي انتهت بهزيمة المجموعة الاستراتيجية للعدو ما بين نهري الفولغا والدون.

مرحلة الدفاع

بحلول نهاية يونيو/حزيران 1942 أرغم زحف القوات الألمانية الجيش الأحمر على التراجع في الجناح الجنوبي من الجبهة على عمق 150-400 كلم، وتمكنت من بسط سيطرتها على مدينتي خاركوف وفوروشبلوفغراد (لوغانسك حاليا) في أوكرانيا. وأسند الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر إلى جيوشه مهمة الاستيلاء على منطقة القوقاز(وحقولها النفطية في المقام الأول)، ومدينة ستالينغراد على ضفاف الفولغا، وقطع الممر البري بين الفولغا والدون ومنع القوات السوفيتية من الوصول إلى الفولغا شريان المواصلات ذي الأهمية الحيوية.

وفي 12.07.42 جرى إنشاء جبهة ستالينغراد تحت قيادة المشير سيميون تيموشينكو، وأسند إلى جيوشه مهمة وضع خطوط دفاع حصينة بطول الشاطئ الأيسر من الدون، لتبدأ في 17.07.42 العملية الدفاعية الاستراتيجية. وفي 27 من الشهر نفسه أصدر القائد العام السوفيتي يوسف ستالين أمره الشهير بعدم التراجع "ولا خطوة واحدة إلى الخلف".

في 10.08.42 انسحبت القوات السوفيتية إلى الشاطئ الأيسر من الدون وحصنت نفسها للدفاع في ضواحي ستالينغراد.

في 23.08.42 عرّض سلاح الجو الألماني المدينة لقصف مدمر، أسفر عن مقتل حوالي 90 ألف شخص معظمهم مدنيون. وفي اليوم نفسه بلغت القوات الألمانية ضفاف الفولغا، أما في 12.09.42 فدخل العدو إلى المدينة لتبدأ المعارك في أحيائها.

وبما أن إمداد قوات الجيش الأحمر لم يعد ممكنا إلا بمعابر في نهر الفولغا، ركز الألمان جهودهم على الحفاظ على أهم المواقع المستخدمة لقصف النهر. ومع أن القوات الألمانية نجحت في الوصول إلى ضفاف النهر في عدد من الأماكن جديدة داخل المدينة، إلا أن ذلك لم يكسر شوكة المقاومين، الأمر الذي أدى إلى استنزاف القوات الألمانية الضاربة خلال 125 يوما من المعارك الضارية. وبالتالي فقد تهيأت الظروف لتحول الجيش الأحمر إلى هجوم مضاد، بدأ في 19.11.42.

الهجوم المضاد

في اليوم الأول من العملية الهجومية تمكن الجيش الأحمر من سحق القوات الرومانية (المتحالفة مع الجيش الألماني) والتقدم إلى مسافة 35-40 كلم.وفي 23.11.42 أحكم الجيش الأحمر طوق الحصار على 22 فرقة ووحدة من قوات العدو، يزيد قوامها عن 300 ألف جندي.

عملية "الطوق"

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1942 ويناير/كانون الثاني 1943، بذلت القيادة الألمانية جهودا مستميتة لكسر الحصار المفروض على الجيش السادس في ستالينغراد، وتنظيم إمدادها جوا، لكنها باءت بالفشل. وفي 10.01.43 بدأ الجيش الأحمر عملية "الطوق" بتوجيه الضربات على الوحدات الألمانية المحاصرة. وتم شق مجموعة قوات العدو إلى شطرين تمهيدا للقضاء عليها. وفي 31.01.43 سلم قائد المجموعة المارشال فريدريش باولوس نفسه وأعضاء هيئة أركانه.

وجاء استسلام المجموعة الشمالية من الجيش السادس الألماني في المدينة، في 2.02.43، نهاية لمعركة ستالينغراد.، التي أسفرت عمليتها الختامية عن أسر أكثر من 91 ألف عسكري ألماني، بينهم2.5 ألف ضابط و24 جنرالا.

منعطف الحرب التاريخي

تكبدت ألمانيا النازية الهزيمة النكراء في ستالينغراد في الفترة التي بدت فيها دولة أدولف هتلر في ذروة قوتها وهي تسيطر على أكبر مساحة من الأراضي خلال الحرب العالمية الثانية كلها. وبعد هزيمة الجيش السادس، بدأ الجناح الجنوبي كله من الجبهة في الانهيار، مع انسحاب القوات الألمانية من منطقة القوقاز باتجاه مدينتي روستوف وخاركوف.

إلى جانب كونها نجاحا عسكريا بارزا، أدت معركة ستالينغراد إلى منعطف معنوي هام، فمن جهة، تيقن مقاتلو الجيش الأحمر بأنهم يستطيعون التغلب على العدو القوي، ومن جهة أخرى، صارت القوات الألمانية تخشى الوقوع في الحصار. بعد ستالينغراد، فقدت الجيوش الألمانية زمام المبادرة الاستراتيجية نهائيا.

كما أوقعت نتائج المعركة دول "المحور" (ألمانيا وحلفاؤها) في حالة حيرة، وبدأت أزمة الأنظمة الفاشستية في إيطاليا ورومانيا والمجر. وأدت الهزيمة إلى تراجع نفوذ ألمانيا في الدول الحليفة لها، وتفاقم الخلافات فيما بينها، إضافة إلى تثبيت توجه الأوساط السياسية التركية نحو الحياد، الأمر الذي جنّب الاتحاد السوفيتي خطر دخول تركيا في الحرب إلى جانب دول "المحور".
مصدر : اسلام تايمز
رقم : 654076
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم