0
الثلاثاء 13 شباط 2018 ساعة 12:05

من المُعيب أن لا تُساهِم أميركا في إعمار العِراق

من المُعيب أن لا تُساهِم أميركا في إعمار العِراق
كان صادِمًا أن الولايات المتحدة الأمريكيّة التي يُمثّلها ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة في المُؤتمر، قالت أنّها لن تُساهِم بدولار واحد في جُهود إعادة الإعمار هذه، وهي التي لَعِبت دورًا بارِزًا في إلحاق كُل هذا الدَّمار في العِراق، سَواء بطَريقةٍ مُباشرةٍ أو غَير مُباشرة.

الدَّمار الذي حَلَّ في العِراق بَدأ مُنذ الحِصار الأمريكي، وبَلَغَ ذروته في احتلال عام 2003 من قِبَل التَّحالف الذي قادَته الولايات المتحدة وطائِراته ودبّاباته، حيث جَرى تدمير البُنى التحتيّة الرئيسيّة من جُسور، ومَحطّات، وماء، وكَهرباء، ومُستشفيات، ومَدارس.

وحتى “الدولة الإسلاميٍة” نَفسها، أو “داعش” جاء صُعودها نَتيجة سِياسات الإقصاء والتَّهميش التي مارَستها الولايات المتحدة وقِيادتها العسكريّة وجِنرالاتها الذين كانوا يُديرون شُؤون العِراق، من حَيث تهيئة البيئة الحاضِنة للتطرّف بأشكالِه كافّة.

لا نَعرِف كيف يتقبّل السيد العبادي، والقِوى السياسيّة العِراقيّة الحاكِمة هذا الجُحود الأمريكي، ويُطالِبون دُولاً ومؤسسات ماليّة بأن تُقدّم مُساعدات وقُروضًا تَضع عِبئاً ثَقيلاً على كاهِل المُواطن العِراقي.

الطَّائِرات الأمريكيّة لَعِبت دورًا كبيرًا في تَدمير مُعظم المُدن العِراقيّة، وخاصّةً الموصل والرمادي والفلوجة، سواء أثناء الاحتلال بحُجّة مُحاربة المُقاومة العراقيّة، أو بعد صُعود “الدولة الإسلاميّة”، وتَحت ذريعة القَضاء على التَّنظيم.

الولايات المتحدة يجب أن تتحمّل مَسؤوليّة إعادة الإعمار كامِلةً، وأن تُقدِّم تعويضاتٍ لاستشهاد أكثر من مِليون عِراقي بسبب حِصارها، ومِئات الآلاف الآخرين الذين استشهدوا بِفعل عُدوانِها بعد احتلال عام 2003.

أي سياسي عِراقي يَصْمِت على هذا الإنكار والحُجود الأمريكيين يَخون دِماء الشُّهداء وأرواحِهم، وليس هُناك ما يُمكِن إضافته بعد ذلك.
رقم : 704528
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم