عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العراق ضحية ماض تحت الرماد وحاضر يسكن في ضباب

كما يمكن لهذا الإعلام وأدواته إعادة صياغة التاريخ حسب مزاج المايسترو نفسه ولربما مزاج المدام لو طلبت تمهيدا لتزييف الحاضر بعد دخوله التاريخ مستقبلا ،بل وإعادة تكوين العقل الجمعي ووعي المتلقي وتدجينه ببروباغندا"Propaganda" معلبة عبر الاستنساخ "Cloning" . 

إضافة لتلك الاستراتيجية في التوجيه ،يعتبر تكتيك الخنق والتجاهل الإعلامي مماثل لتأثير القنبلة الهيدروجينية ،هو أحد أنجع الوسائل مثلا لمحاربة نماذج مقاومة تحوي كل صفات النجاح من مركزية ومأسسة وتأني وبعد عن الارتجالية وهدف واضح وخطوط امداد وعمق استراتيجي الخ ,بحيث لم يجد المايسترو ثغرة ينفذ منها لضربها وتشويهها, كونها خلاصة تم استخراجها نتيجة التعلم من التجارب والإستفادة منها ومعالجة أخطائها لا القفز فوقها فكانت للحق عصابة طير تهتدي بعصائب ولله حزب يزمجر أشتره في كتائب، لتكون عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله جناحي طير أبابيل ينقض بها ذو الفقار على رأس من جمع ما بين غدر ابن ملجم وطغيان هيرودوس وجنون نيرون لقطع اليد التي أرادت إعادة استخراج فعل أرتحششتا بصيدونيا . 

لكن ما دامت بغداد فيها نبض من كربلاء ,ستطرد جيوش المستكبرين كما طرد الإنكليز الذين يبدو أنهم لم يتعلموا مما حدث لقواتهم وجنرالهم طازوند في معركة كوت الإمارة. وما بين واقع انطباعي وواقع ميداني ،شارك كثر في حجب جناحي هذا الطير عبر غيوم وضباب عدسة الكاميرا ومخرجها, لكن لم تكن المقاومة الإسلامية الكربلائية النهج في العراق النموذج الفريد الذي تعرض للطمس تارة والإجتزاء لإعادة صياغته ماضيا وحاضرا.

جزء من ماض تم إخفاؤه
نماذج كثيرة لا يسعنا المجال لذكرها من الماضي فمثلا من سمع منكم بكبير قبيلة أوربة الأمازيغية آكسل الشهيد(كسيلة)الحرالثائر في وجه مستعبديه ,اعتنق الإسلام الكربلائي فقاوم جيوش مسلمة بن مخلد ثم المهاجر دينار(باعتبارهم غزاة لدياره) الذي عاد وهادنه وتقرب منه ليتم عزله من قبل يزيد لتقربه من الأمازيغ ,ليعين عقبة بن نافع مكانه ليعتقل الأخير آكسيل والمهاجر دينار. 

بعد وصول خبر وقعة الحرة في كربلاء وتوجه عقبة وجيشه للقيروان للاحتفال بالنصر استطاع آكسل الهرب ليجمع جيشا من 5000 رجل من جبال الأوراس بالتعاون مع موالي "ديهيا" الأمازغية ليهزموا جيش عقبة ويقتل آكسيل قائده بسيفه ،وقد تلى تلك الواقعة انتقام ومجازر ارتكبت بحق الأمازيغ قطعت فيها الألسن والأرجل الأيدي تحت إمرة جيش بقيادة زهير بن قيس البلوي. 

تلك الوقائع أصبحت بعد بهارات وملح بعض المؤرخين فتحا إسلاميا, وآكسل عاشق الحسين(ع) مجرد "بربربي" متمرد رافض للإسلام بنسخة الفاتحين !

آكسل هو نموذج من نماذج تعرضت للطمس والتشويه ,مثله الثورات الخورمدينية التي لم تأل السلطات العباسية جهدا لتشويهها وفصلها عن حواضنها الشعبية عبر ربطها تارة بالديانات والمذاهب القديمة كالمزدكية وإتهامها بإحياء الساسانية تارة أخرى!(ذلك مشابه لمحاولة الفرس اليوم إعادة أمجاد كسرى لهدم عروش حكام التوحيد الخالي من البدع والكولليستيرول في الخليج!).

والأمازيغ هم من كانوا القواعد الشعبية الرئيسية لكربلائيي المغرب الإسلامي ,والأندلس التي صورت لنا إنجازا أمويا خالصا بمجرد زوال حكمهم أصبحت في خبر كان وصديقاتها!(طبعا لا أقصد مهرجان كان السينمائي)،وبتعبير الدكتور عبد الامير الغزالي " أموية الفتح أموية السقوط", رغم أن الثورات التي فجرتها المعارضة العلوية ضدهم قاربت ال14( أدب التشيع في الاندلس صفحة 38).

دخل الفكر العلوي الأندلس مع الدخول الأول لجيوش المسلمين عبر رموز عديدة من تلامذة الإمام علي(ع) كجنش الصنعاني إلى أبناء عمار بن ياسر وأحفاد مالك الأشتر و عبد الملك بن قطن الذي كان والي الأندلس ىمدة وجيزة .
وغرناطة الشهيرة بني فيها قصرالحمراء الشهير على يد دولة بني الأحمر الشيعية وفي الأندلس حكم الأدارسة العلويين والحموديين الذين انتشرت في عهدهم الكتب القادمة من بغداد.

أما دولة الموحدين(ذكرت مصادر أنها تجمع ما بين التشيع الزيدي والفاطمي وأخرى أنها تجمع ما بين الظاهرية والأشعرية المالكية والدعوة للتشيع لآل البيت) التي حمت الأندلس و ملوك الطوائف و صدت هجمات القشتاليين(الذي اندمجوا وشكلوا إسبانيا فيما بعد) , إضافة لتثبيت حكم المسلمين للأندلس لفترات طويلة(نسخة لهاني السباعي اللندني) . وبعد انتصارات متتالية , خسروا معركة حصن العقاب فبدأ المسلمون بفقدان الأندلس .

لا نعرف لولا انتصار الموحدين في تلك المعركة لكان أحفادهم اليوم يمتلكون أسهم نادي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين, ولكان التنافس مع جوفينتوس الإيطالي يصنف ضمن أهل البيت الواحد كون الأخير ترأسه أدواردو جيوفاني آنيلي الذي تملك عائلته أسهم النادي(المشتق من اسم العائلة) إضافة لفيات للسيارات ولانسيا ولامبرغيني وألفا روميا و Ferrariوإيفيكو وعدد كبير من المصانع ومعظم الصحف الايطالية ك Corriere della Sport وصحيفة La Stampa ويقدر دخل العائلة السنوي من النفط 3 أضعاف دخل ايران من النفط(سنة2000) أي حوالي 60 مليار دولار,(بحسب تقرير وثائقي), وهو الذي (أي إدواردو ) تأثر بالثورة في ايران التي كانت السبب في إسلامه واقتدائه بعلي(ع)و كان الغربي الوحيد الذي قبل جبينه الإمام الخميني(قدس سره) . وقد تمت تصفيته على يد مشتبه بهم من الصهاينة. 

وفي نفس السياق بالمناسبة أين هو إدواردو من الإعلام !(عدا تقرير يتيم من قناة المنار !)


إدواردو جيوفاني آنيلي مع والده 

يضاف لذلك الخنق المعلوماتي لقيادة الهاشميين والعلويين لكل ثورات التاريخ الإسلام دون اسثناء ضد المستبدين والطغاة تارة ووقوفهم وأتباعهم في الصفوف الأمامية لمواجهة الغزاة حتى تحت راية ظالميهم. فكانوا أول من حمى فلسطين وبلاد المسلمين من غزوات البيزنطيين عبر الفاطميين وفي سوريا عبر الحمدانيين وفي مقدمة الصفوف وقادة الفرق الفدائية في جيش الظاهر بيربس .

أما شيعة سوريا النزاريين الذين قاتلوا "الصليبيين" كانوا أول من نفذ العمليات الاستشهادية قديما(كما حديثا عبر الايرانيين والعراقيين واللبنانيين).

ومن الأحداث التي تعرضت لخنق وتشويه أيضا كبير ومركز, تصدي الشيعة للتتار في نواح عديدة(وقد ساق تلك الإتهامات بشكل أساس ابن تيمية وأعادت دوائر الإعلام المرتبطة بالإستخبارات الأمريكية والإعلام النفطي بشقيه الديني والليبيرومارينزي استخراجها مجددا) ,وطمس تعرضهم للمجازر من المغول. 

وتحالف جماعة من الشافعية في أصفهان مع المغول ضد الشيعة والحنفية ,تحريض القاضي شمس الدين القزويني للإمبراطور المغولي منكوخان ضد الشيعة الإسماعيليين المتحصنين في قلعة ألموت التي أعجزت البيزنطيين ,كذلك تبرئة أبو بكر فخر الدين المحدث الذي كان يتولى إخراج الفقهاء البغداديين ليقتلوا في مخيم هولاكو ,خيانة مبارك بن الخليفة المستعصم ,الملوك المسلمين الذين انضموا لهولاكو بجحالفهم وجيوشهم وأولهم الملك السعيد أخو صلاح الدين و الملك السعيد الأيوبي الذي ركب مع هلاكو في غزوه للشام ,والملك مغيث الدين عمر بن العادل الأيوبي الذي ركب مع التتار في غزوهم لمصر ,فخر الدين الدامغاني رئيس الديوان الذي تعاون مع التتار ,صدر الدين شاه أمين وظهير الدين سلار البيتكجي وتوكل بهادر الذين تعاونوا مع التتار وغيرهم من الموك والأمراء والعلماء .

بل حتى أن المستعصم وأباه المستنصر وقادة جيشه الشرابي والدويدار الصغير وأباه الكبير اتخذوا لأسباب مالية قرار حل الجيش رغم معرفتهم المسبقة بقرار المغول اجتياح بغداد ,ولبس كل ذلك لابن العلقمي الذي كان مجرد وزير ليس تحت إمرته أي جندي في سلطة محصورة في بغداد وبعض محيطها(كون الخلافة العباسية كانت مفككة ) ومع هذا فهو قد حاول جهده منع قرار حل الجيش بل وإعادة تشكيله دون فائدة فالخليفة العباسي وقت الغزو كان في حضن راقصة.

هذه النماذج التي سحبت من الذاكرة(ويمكن في هذا المجال الاستفادة من دراسة للشيخ الكوراني بعنوان " الشيعة هم الذين ردوا الغزو المغولي ") لتحل محلها نماذج معلبة بالتوازي مع إسقاط محتويات مماثلة لهذا التعليب في واقعنا فالجيوش اجتاحت بغداد في 2003 انطلقت من المستعمرات الأمريكية في الخليج والأردن ومصر كامب دايفيد ومن قناة السويس(بعد تأميمها من القائد العربي جمال عبدالناصر وتعرض مصر للعدوان الثلاثي) لتحمل التهمة لمن خرج من تحت ركام عراق ما بعد الإحتلال محطما خائر القوى ,ولايران وسوريا(نسبيا) ,رغم أن تلك الدولتين وبإعتراف الأمريكيين والبريطانيين هما الطرفين الوحيدين في العالم الذين يقدمان الدعم لفصائل المقاومة العراقية(والعربية والإسلامية أيضا) من زاخو إلى البصرة.

المضحك هنا أن من ينصب نفسه مدعيا بالعفة(كعفة سعد البزاز )هم مستثفي الفضائيات العربية التي لن تصلها إلا بالمرور بالقرب من قاعدة أمريكية أو فرنسية أو سفارة صهيونية !

نماذج أخرى تتجلى في طمس جزئي لقيادة أصحاب النهج الكربلائي للمقاومة ضد ما سمي في مناهجنا زورا "انتدابا" وهو الإحتلال الإنكلوـ فرنسي القديم في أفغانستان وايران والعراق وقسم من الأناضول وسوريا ولبنان واليمن وغيرها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية ولجوء الطبقات الكمبرادورية البرجوازية العربية بسبب مصالحها للتحالف مع الاستعمار الجديد بينما شكل الشيعة بسبب استقلاليتهم الدينية والسياسية عن العثمانيين حركة المعارضة والمقاومة .

فقاد صالح العلي الثورة السورية الأولى ضد الفرنسيين ،وثلاثي جبال عامل السيد شرف الدين وصادق حمزة وأدهم خنجر قيادات المقاومة ضد الفرنسيين في لبنان، ثورات الهزارة ضد التحالف الانكليز في افغانستان وقد استعان الانكليز بالباشتون لقمع الثورة ،أما في اليمن فقد قادت قبائل حاشد وبكليل المقاومة ضد الانكليز وكمان كانت صعدة وعمران ومحيطها عصية على العثمانيين بقيت عصية على البريطانيين وكل من جاء بعدهم وما نشاهده اليوم أكبر دليل ،وفي العراق قاد مراجع النجف الثورة ضد الانكليز ،كذلك ثار أتباع المرجعية في البحرين وشرق الحجاز ضد الانكليز ،وفي ايران كانت ثورة التنباك ،ثورات عديدة يصعب حصرها في مقالنا.

حاضر يتم سحبه خارج إدراكنا وبعيدا عن أعيننا
ثم ضد الصهاينة والأمريكيين فيما بعد وبتعبير الكاتب جورج حداد في مقاله( المهزلة الطائفية المفضوحة للنظام المصري ضد حزب الله) " فإن القيادة الاكليركية الشيعية (الايرانية ـ العراقية ـ اللبنانية) نجحت في نقل مركز الثقل في الصراع الدائر في المنطقة من العراق والخليج، والتآمر وحشد القوى ضد ايران، الى المواجهة مع اسرائيل" …. " فإن محور هذه المواجهة صار يتمثل في حزب الله "الشيعي"، وليس حتى في المقاومة الفلسطينية ، التي اصبح دورها، على كل اهميته، دورا ثانويا، متفرعا وملحقا بدور حزب الله. ".

مع التنويه لأن مؤسس أول حركة إسلامية جهادية في فلسطين نهج نهج الثورة في ايران ونهج حزب الله فكريا وعقائديا وهو الشهيد الحر الكربلائي فتحي الشقاقي.

ضمن الحركات التي تتعرض للطمس يوميا حركات التحرر الكربلائية ففي أفغانستان التي سلمت راية تحريرها من السوفييت لطالبان!!رغم أن الأخيرة لم يكن لها وجود ولم يتم خلقها إلا ردا على تحالف الثورة في ايران ـ المجاهدين الأفغان ـ وامتدادات الطرفين في باكستان .

فقد شكل كربلائيو أفغانستان ضد السوفييت(كما ضد الانكليز قبلها) مقاومة عنيفة عبر حزب الوحدة (أسسه الشهيد حجة الإسلام عبد العلي مزاري الذي قتلته طالبان في سياق الصراع فيما بعدما بين المحور السعودي الأمريكي وأدواتهم من جهة وما بين وايران وحلفائها) وعبر الحركة الإسلامية الأفغانية بقيادة آية الله محمد آصف محسني ومجموعات آية الله مزاري إضافة للمتطوعين الشيعة الباكستانيين في أفغانستان وقد كان هؤلاء كما باقي قيادات ما عرف لاحقا بتحالف الشمال من بشتون وطاجيك وأوزبك وهزارة يتلقون دعما ايرانيا ما جعل السوفييت يوجهون إتهامات متواصلة يتهمون ايران بكونها مركز انطلاق العديد ممن ينفذون العمليات ضدهم لينتقم السوفييت فيما بعد عبر انضمامهم للتحالف الأمريكي ـ العراقي في الحرب المقدسة المفروضة ضد ايران(هي المرة الأولى في في التاريخ يجتمع فيه الشرق والغرب ضد هدف مشترك).


أمين عام حزب الله السيد الشهيد عباس الموسوي في مؤتمر لدعم المجاهدين في كشمير 

ولو انتقلنا لساحة أخرى ككشمير وسبرنا أغوارها لاكتشفنا مدى الإبادة الإعلامية لحركات التحرر والاستقلال الكربلائية فيها من حزب "اتحاد المسلمين" لحركة "لاشكر كربلاء" وغيرها من الحركات التي نهجت نهج الثورة المسلحة في ايران كطريق وحيد لنيل الاستقلال ,فقد سميت كشمير في فترة من الفترات "ايران الصغرى" بسبب انتشار صور قادة الثورة في ايران فيها وما زالت وخصوصا في منطقة كارغيل. أما "سرينغار" ذات الأغلبية الشيعية فما زالت تشهد معظم المواجهات مع الشرطة الهندية .

من الجدير بالذكر نسج حزب الله علاقات مميزة مع مجاهدي كشمير في عهد السيد الشهيد عباس الموسوي الذي زار باكستان بدعوة من حركة تنفيذ الفقه(أول حركة جهادية ثورية في باكستان ,استشهد امينها العام حجة الإسلام عارف الحسيني على يد عملاء الأمريكيين) ممثلا حزب الله في مؤتمر كشمير ثم ليزور كشمير ومجاهديها بدعوة من رئيسها سردار عبد الحي قيوم , تلاها زيارة مرابط الجهاد في أفغانستان مرورا بطرق المجاهدين عبر باكستان.


أمين عام حزب الله السيد الشهيد عباس الموسوي مع المجاهدين من حزب الوحدة في أفغانستان 

انتقالا للبوسنة التي قاتل كربلائيوها إلى جانب مواطنيهم من البوسنيين من الأحناف من معتنقي الطرق النقشبندية ضد الديكتاتورية الصربية, حضرت ايران وحزب الله فكانت إيران أكثر من قدم الدعم للبوسنة وشعبها في مواجهة المجازر الصربية كما ذكر علي عزت بيغوفيتش, الزعيم البوسني الذي كان عضوا فخريا في منظمة فدائيان إسلام.

وقد كتب لاري كريغ وجاد ويست تقريرا عن تدريب البوسنيين من قبل الحرس الثوري إضافة لمساعدة الإيرانيين وتسهيلهم دخول متطوعين من تركيا وماليزيا والسودان للبوسنة وقد تراوح عدد المتطوعيين الايرانيين ما بين 3000 ـ 4000 .يضاف إلى ذلك بحسب مصادر أمريكية وصربية المعلومات التي ذكرت أن ثلثي الأسلحة التي دخلت البوسنة كانت إيرانية الصنع والمنبع .

على سبيل المثال كانت كمية الأسلحة بين ايار 1994 و1996 تناهز ال5000 طن كان يتم إدخالها عبر هياكل الطائرات المدنية . أما بعد الحظر فوق مطار زاغرب ،تم الإستعانة بالمافيا الإيطالية كما ذكرت لإدخالها كما أورد القيادي الإخواني المصري إبراهيم صلاح في مقاله " نحو فتنة كبرى" في معرض دفاعه عن الشيعة .

حزب الله كعادته لم يكن بعيدا عن الحدث, فقد أرسل 50 مدربا من مدربيه ومدربي حركة التوحيد الإسلامي (التي بعد حصار مؤسسها الراحل الشيخ شعبان في طرابلس وإرساله نداء للمجتمعين في جامعة الدول العربية , لبت الجمهورية الإسلامية النداء عبر السيد القائد الخامنئي - قائدا للجيش حينها , على رأس ثلة من الحرس الثوري قدموا بطائرة نحو سوريا ومنها نحو طرابلس لإنقاذ الشيخ شعبان بسلام ).

أما لو وجهنا البوصلة نحو القارة السمراء وتحديدا نيجيريا للإضاءة على نموذج جهادي كربلائي لم يأخذ حقه إعلاميا كالعادة (عدا بعض تقارير قناة العالم مؤخرا التي أولت اهتمام بالموضوع وفرعها الإنكليزي PRESS TV) وهي الحركة الإسلامية في نيجيريا . حركة أسسها حجة الإسلام إبراهيم زكزكي الذي بنى قاعدة شعبية ضخمة لها من العدم ,قدرت بحدود ال10 مليون حاليا بحسب موقع "strategy page " بعنوان " Iran Casts A Bloody Shadow " ,ينتشرون في ولايات كسوكارنو ،زاريا،كادونا،كانو ,باوشي ,كاتسينا ،بوتيسكوم وغيرها.

تتميز بكثافة النشاطاع والفعاليات التي تقوم بها ،وبخطاب واضح من الاستكبار وأدواته والتغريب ونتائجه وبعروضها العسكرية (في النصف من شعبان و يوم القدس ومولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ) محاكية عروض حزب الله في يوم القدس قبل حرب تموز  2006, للوهلة الأولى يخيل لك أن صور العروض العسكرية التي يعرضها موقع الحركة في الشبكة العنكبوتية أنها إلتقطت في ضاحية بيروت الجنوبية ,فأعلام حزب الله وصور قادته وقادة الثورة في ايران حاضرة في كل مكان.

تعد الحركة الإسلامية أنشط وأكبر حركة في نيجيريا تنفرد بنفسها الثوري الذي يحال نقل التفاعل مع قضايا المستضعفين لنفوس وعقول قطاع واسع من النيجيريين إضافة لسعيها لدولة إسلامية ولمحاربة ثقافة التغريب وارتباط الحكم النيجيري بالسياسات الإستكبارية, ما جعلها عرضة للهجمات الدائمة من بعض حكومات الولايات قدمت خلالها الشهداء والجرحى(آخرهم شهداء يوم القدس الثلاثة الذين تجاهلتهم قناة الجزيرة) والمعتقلين وعلى رأسهم قادتها كالشيخ زكزكي الذي تم إعدامه من قبل الإعلام العربي لعدم صناعة قدوة ونسخة لما يعتبرونه نفوذا إيرانيا!
لم تنقطع المؤمرات ضد الحركة خلال السنوات ال30 الأخيرة آخرها ما تم كشرفه بعد زيارة ليبيرلمان لنيجيريا محرضا ضد علاقاتها الخارجية. 


استعراض للحركة الإسلامية في نيجيريا 

بعدما سردناه سابقا ,يمكن أن نصل لدرجة اليقين من أن ما تعانيه المقاومة الكربلائية في العراق عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله(ولواء اليوم الموعود الذي دخل مؤخرا بقوة على الساحة منذ سنة 2008 ومجموعات عديدة كألوية الشريعة الخاتمة التابعة لمرجعية السيد البغدادي ) إنما هو نسخة عن طمس هوية هؤلاء على امتداد رقعة الزمان والمكان.

حين انطلقت كتائب حزب الله العراق ومنذ نفذت أولى عملياتها في 23/10/2003 في منطقة البلديات ( كانت تقاتل تحت رايات كتيبة أبي الفضل العباس،كتيبة كربلاء و كتيبة زيد بن علي قبل أن تعتمد إسم كتائب حزب الله في 21/8/2007 ) , ما زالت الأغلبية الساحقة من القنوات العربية تضع فيتو عليها رغم أن قناة الجزيرة مثلا تعرض "دون التأكد من مصادر مستقلة" حسب ما يقولون ونقلا عن منتديات إلكترونية عمليات كل مجموعات المقاومة غير الشيعية بل حتى تلك التي ثبت عدم وجودها ويتجاوز تعدادها الأصابع اليدين!! بعض تلك العمليات سرقت من فصائل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق بقليل من المونتاج كمجموعة "جيش المسلمين" التي نسبت لها عمليات عدة لكتائب حزب الله عرضتها قناة الجزيرة .

حين تنفذ العصائب عملية قصف قاعدة فالكون الشهيرة التي بقيت تشتعل لساعات مسببة خسائر مهولة ورغم تبنيها لها وإرسالها الفيديو مرفقا ببيان لقنوات عربية تم تجاهل الأمر وبث تبني للشمري الناطق باسم الجيش الإسلامي(أصبح صديقا للشيخ ابن جبرين قبل وفاته لاحقا وجليسا لفنادق عمان!) الذي روجت له الجزيرة لأيام محرفة ترجمة الجنرال " Colonel Jonathan Withington "الذي أشار لكون منفذ الهجوم جهة شيعية انطلقت من حي أبو دشير الشيعي وأكد ذلك ضباط عراقيون.


جزء من الدمار الذي حل بقاعدة فالكون 

الجزيرة هي نفس القناة التي بعد أن صرح الجنرال أوديرنو في 06/08/07 بكون 73%من الهجمات التي نفذت ضد قوات بلاده كانت تتم عبر "مجموعات شيعية مدعومة من إيران " في إشارة لنفس الفصيلين السالفي الذكر .ميعت الجزيرة التصريح عبر تقرير مضلل يتساءل فيه معده(دون ذكر نسبة ال73%) عن ماهية هذا الإتهام الأمريكي المجافي للواقع حسب تقريره بعد عرضه عمليات لمجموعات معينة ذات طابع سلفي (حصر مقاومة العراق بها غصبا!) معادية عبر البروباغندا التي تبثها بعضها (بتوجيه استخباري معلوم المصدر) لإيران وشيعة العراق والعالم !

إضافة لذلك هي نفس القناة التي بعد عرضها تقرير حول تصنيف البي29 خطرا على الأمن القومي الأمريكي بعد التدمير الذي ألحقه بدبابات الأبرامز وغيرها في العراق (والبي29 نسختها التي تملكها حركات المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين ،إيرانية الصنع وليست من مصنع بازالت الروسي الذي يصنع النسخة الأصلية ) ,عرضت الجزيرة عملية لكتائب حزب الله العراق تضرب فيها دبابة بالبي29 لكن مع إخفاء الشعار عبر تقنية الزووم " zoom"!

وفي نفس الوقت يضع عبدالعظيم محمد وطاقم "كادر العراق"فيها فيتو على عرض عملياتها وعصائب اهل الحق عدا تقريرين يتيمين خلال 4 سنوات ونصف من مقاومة عصائب أهل الحق عرضت بضع عمليات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة (من عمليات نصرة الوعد الصادق وصولة آل الصدر) أعده الأخ عامر الكبيسي مشكورا.

مر تصريح بيترايوس حول مسؤولية تلك الفصائل عن 85%من الهجمات وتصريح الجنرال بيرغنر عن كون كتائب حزب الله أخطر فصيل يهدد استقرار قواتهم في العراق مرور الكرام! كذلك تصنيف الكتائب والشيخ أكرم الكعبي نائب أمين عام العصائب من قبل وزارة الخارجية الأمريكية "مجموعة إرهابية" (ولا يسلم من التقصير قنوات المنار والعالم والكوثر وغيرها!).

وبعد عدم قدرة الأمريكيين على بلع الأذى الذي تعرضوا له من صواريخ "الأشتر" وما يسمونه ال" IRAM " والتطور النوعي في الصواريخ بعد تدميرها لقواعد عديدة بشكل كامل في الأمن العامة والرستمية وأور وغيرها (ذكروا أن نسختها الأصلية صينية وقد استخدمها الجيش الجمهوري الإيرلندي في شباط 1991 على داوينغ ستريت 10 وعلى مكتب ومنزل رئيس الوزراء البريطاني.) استضافت قناة الرافدين التي أسسها الشيخ حارث الضاري ناطقا باسم كتائب ثورة العشرين للحديث عن هذا الإنجاز والتطور النوعي في قدرة التصنيع الصاروخي للمقاومة العراقية (التي لم يكن يعلم الناطق ما هي أصلا!) .

أما إسقاط العصائب لطائرة السوبر هيروكلس "C-130 Hercules " ولغيرها ومحاولتها أسر السفير البولندي وقصفها الدوري هي وكتائب حزب الله للمنطقة الخضراء, كانت بعدها تتسابق مجموعات في كل مرة الجيش الإسلامي تارة وجيش الراشدين تارة أخرى وبعض جيوش التوحيد الخالية من البدع والكولليستيرول بتبنيها بسرعة على القنوات رغم تناقض بياناتهم ونوعية الصواريخ التي زعموا إطلاقها (غراد بمعظمها وكأنه يباع في سوق السمك!) مع بيانات الإحتلال التي تؤكد دوما ما تصدره الكتائب والعصائب من توضيحات حول نوع الصاروخ أو القذيفة وتوقيت إطلاقها وهي الصواريخ(الإيرانية الصنع )التي اشتكى مؤخرا كريستوفر هيل أمام مجلس الشيوخ من أنه وجد بعض بقاياها في فناء منزله في المنطقة الخضراء.

لو حاولنا متابعة تغطية الإعلام لصفقة الأسرى بين عصاب اهل الحق والإحتلال عبر وساطة الحكومة بعد عملية الأسر الأنجح والأفرد للبريطانيين ال5 خلال سنوات احتلال العراق(سبقها عملية أسر الجنود الأمريكيين ال5 في كربلاء التي نفذتها العصائب أيضا وأسر العصائب للضابط الأمريكي عيسى سلومي تسابقت وسائل الإعلام العالمية لعرض تقرير عن الحدث ،بعض الإعلام العربي دخل الخط إلا قناة الجزيرة التي على ما يبدو أن للفيتو دوره ! )،لما وجدنا إلا فتات وشح معلوماتي رغم ما ترتب على عملية الأسر من ضغط البريطانيين على الأمريكيين لتنفيذ مطالب العصائب وفتحهم خطا مع حزب الله في لبنان لإدخاله طرفا بعد تعثر سبق بدء تنفيذها واستكمالا للمغريات التي تنهال على قادة العصائب من أطراف سياسية تم رفضها جميعها ،فالمقاومة خط أحمر.

وعند الخط الأحمر ننهي مقالنا لليوم ونعتذر لطوله وشموله ولنا عودة مع بعض العناوين التي ذكرناها سابقا في مواضيع منفصلة ومفصلة.

/ انتهى المقال /