0
السبت 28 نيسان 2012 ساعة 03:55

من شجرة الاراك وحتى دوار اللؤلؤة .. الهدف اسكات الحق

من شجرة الاراك وحتى دوار اللؤلؤة .. الهدف اسكات الحق
من شجرة الاراك وحتى دوار اللؤلؤة .. الهدف اسكات الحق
سؤال كبير بحجم فاجعة الرحيل وألم التنكيل وعمق المصائب التي مرة بها روحه التي بين جنبيه عليها السلام لتلتحق بوالدها وتشكوه أصحابه وما فعلوا بها وببعلها وصي وأبن عمه وسيف العدالة السماوية الذي لولا سيفه لما قام للاسلام من ذكر حتى يومنا هذا .
 
تلك التي قال بحقها نبي الرحمة السول الأكرم (ص) مخاطباً الصحابة: \" من أحبَّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ، ومن أبغضها فهو في النار ، حبُّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن : الموت ، والقبر ، والميزان ، والمحشر ، والصراط ، والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً ، وويل لمن يظلم ذرِّيتها وشيعتها\" (رواه الخوارزمي بإسناده وكشف الغمة : ج1 ، ص467). 

كيف رحلت البضعة الطاهرة بنت سيد الأولين والآخرين (ع) ورغم صغر سنها الى جوار ربها الرؤوف الكريم وهي مجهولة القدر ومخفية القبر ومكسورة الضلع ومسقطة الجنين ، مظلومة مغصوبة ، مضطهدة مقهورة ، مسودة العينين ، ملطومة الخد ، نيلية المتن ، تحمل أحزان كثيرة في المدة القليلة ، من \"رزية الخميس\" وحتى استشهادها المفجع في العشرين من جمادي الأول من نفس العام الذي رحل به والدها بشرى للعالمين وهي واجدة عليهم ومنعتهم حتى من السير في تشييع جثمانها الطاهر أو الصلاة عليه وحتى انها أخفت عليهم وعلى احفادهم واتباعهم قبرها الشريف كي لا يلتمسوها العذر والسماح بعد حياتها حيث رفضت كل الرفض اعذارهم والتماسهم في حياتها الشريفة كما روة ذلك غالبية كتب العامة \"أنّ فاطمة (عليها السلام) ماتت وهي واجدة (غضبانة) على أبي بكر وعمر\" (صحيح البخاري : 5 / 177 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، السنن الكبرى للبيهقي : 6 6 ـ مروج الذهب : 3 / 86 ، 2 / 301). 

وقد تفننوا في ايذاء فاطمة الزهراء (ع) وبعلها وذيتها ومن حولها طلباً بثارات بدر واحد وخيبر والخندق وغيرها ، فاحرقوا دارها واسقطوا جنينها وسلبوها نحلتها ومنعوها إرثها وإرث عميد بيتها أمير المؤمنين عليه السلام وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وولي المؤمنين من بعده ، حتى ودّعت غرس النبوة وشجرة الامامة الباسقة الحياة وهي غضبى على أُمّة تكالبت على تراث والدها محمد (ص) وهو في المحتضر ، متجاهلة كلّ نصّ ووصية ، ومتنكرةً لتعاليم السماء ووحيها ووصايا نبيها (ص) . 

ولم يكتف القوم بهذا الكم الهائل من ايذاء وديعة الرسول (ص) ووريثته الوحيدة فمنعوها حتى من البكاء على والدها خير البرية وجائوا وبكل وقاحة ودون استحياء يطلبون خروجها من المدينة تبكي أباها في العراء متجاهلين أنه (ص) أنقذهم من الشرك والضلالة والذل والهوان ، مما دفع بالمظلومة المهضومة الزهراء البتول (ع) اللوذ بظل \"شجرة أراك\" خارج المدينة وبمعية ولديها الحسن والحسين لتبكي وتندب رسول الله (ص) وتشكوه ما حل بها دون أن يسمعها من يسمون أنفسهم بمسلمين ، ولكن هذا الأمر أيضاً لم يروق الحاكم الطاغية وجلاوزته آنذاك وقطعوا تلك الشجرة بكل ظلم وطغيان . 

وتكرر هذا المشهد المأساوي طيلة تاريخ الاسلام مرات عديدة ضد أبنائها وأحفادها وشيعتها ومحبيها من قبل حكام الظلم والجور والفرعنة والطغيان في البلاد الاسلامية فهددموا قبور أبنائها وأحقوا منازل ديارهم وشيعتهم ونكلوا بهم شر تنكيل وضربوهم بالسياط والقضبان الحديدية واستهدفوهم باسلحة محرمة دولياً كالرصاص الانشطاري (الشوزن) والغازات السامة واعتقلوا العشرات بل الآلاف منهم في قعر السجون معذبين مكبلين يدسون السم لهم فيما قتل أمثالهم من الجناة مئات الآلاف في القبور الجماعية. 

اليوم يعيد الحكام الطغاة في شبه الجزيرة العربية السيناريو ذاته وينفذون بالحرف الواحد بقساوة ما خطط له ورسمه ونفذه اجدادهم الطغاة من بني أمية وهاهم آل سعود واتباعهم وجلاوزتهم من آل خليفة يعيثون في البحرين الفساد ويستبيحون دم العباد العزل والأبرياء في ساحة صراع الحق مع الباطل والمظلوم مع الظالم والمؤمن مع فعون ، ساحة صراع العدالة مع اغتصاب الحقوق ، ساحة صراع الارادة الشعبية مع السلطة الطاغية التي اندفعت متخوفة مذعورة الى تخريب \"دورا اللؤلؤة\" رمز المقاومة والجهاد والصمود ومناراً ساطحاً لتبيين الظلم والجور الذي آل بشعب البحرين على يد آل خليفة المجرمين ، سعياً منهم الى اسكات صوت الحق والحقيقة سيرا على خطى أسلافهم الطغاة الجناة في قطع شجرة الأراك التي كانت تستظل بها فاطمة الزهراء (ع) تبكي أباها بعد أن هدموا بيت أحزانها الذي بناه لها بعلها وأبن عمها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أيضاءً لذوي النفوس المريضة الذين شكوه كثرة بكاء فاطمة (ع). 

لقد ارادت فاطمة الزهراء (ع) ببكائها على أبيها ، أن تشد المسلمين آذناك للنبي (ص) ونهجه القويم ،وإعادة الأمة لمسارها الروحي التي كانت عليه زمن النبي(ص) وهو ما يتجسد اليوم عبر هتافات وشعارات وصيحات كل فلاد من ابناء البحرين وفي بكاء ونحيب وعويل النساء والأمهات الثكالى واليتامى الذين فقدوا آبائهم وأخوانهم وأخواتهم وأبنائهم وأزواجهم وزوجاتهم في البحرين بسطوة الماكنة العسكرية للاحتلال السعودي الوهابي والحاكم الخليفي الطائفي ، مؤكدين على مطالبهم السلمية في التغيير من النهج الديكتاتوري نحو الحرية والعدالة والمساواة التي أوصى بها الاسلام وجاء من أجلها الرسول محمد (ص) برسالته الختامية .

الكاتب : جميل ظاهري

/ انتهت المقالة /
رقم : 156940
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم