0
السبت 14 حزيران 2014 ساعة 14:54

لماذا لا يستبسل العراقي أمام "داعش"؟

لماذا لا يستبسل العراقي أمام "داعش"؟
لماذا لا يستبسل العراقي أمام "داعش"؟
لقد تعقدت الأمور آلآن و تفاقمت الأزمات بعد الهجمات الأخيرة لداعش, حتى كثرت ألنّداآت و الدّعوات العلنيّة من قبل المدنيين ألمُحاصرين في القرى و الأقضية و النواحي الموصلية و آلمدن الغربية بحيث وضعت القيادات(الدينية و السياسية و القومية) أمام الأمر الواقع, حيث وصلت للمراكز الأعلامية و الحقوقية في آلداخل و الخارج بيانات تُبيّن بوضوح بأن داعش سيُبيد كلّ تلك القرى و النواحي و الأقضية و ستكون النساء سبايا للتمتع بهن, فقد إطلعنا هذا اليوم الجمعة بأنّ مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أعلن ان 18 شخصا على الأقل قد قتلوا في الموصل فيما انتحرت اربع نساء بعد تعرضهن للاغتصاب منذ دخول عناصر "داعش" الى مدينة الموصل، مشيرة الى انه تمّ سابقاً خطف 16 أردنيا، فيما اكدت(المفوضية) ان المسجونين الذين تم اخراجهم من قبل داعش يسعون للانتقام من المسؤولين عن حبسهم.

كما أن النّاس الأبرياء في الكثير من القرى و المدن الشمالية قد وجهوا نداآت إستغاثة عاجلة مطالبين الحكومة و المرجعية الدينية و الأكراد البيشركة لنجاتهم من حملات (داعش) و إنقاذهم من القتل و آلذبح و السبيّ المؤكّد!

و هؤلاء المدنييون المساكين و لبساطتهم و عدم إطلاعهم على خفايا ما يجري في السّاحة العالمية و الدّولية و المحلية العراقية؛ ما زالوا يأملون الخير مِمّنْ ذكرت!؟

فآلأكراد و بحسب مصادر موثوقة قد إتفقوا مع (داعش) بعدم التعرض لبعضهم و إن حدود (داعش) يتوقف مع مشارف مدينة دهوك شمالاً و حدود كركوك شرقاً حيث يتواجد قوات البيشمركة هناك, هذا من جانب الأكراد, علماً أن المخطط المرسوم هو عمل كماشة كبيرة تمتد من الموصل نزولاً لتكريت ثم من الرمادي و الفلوجة إلى تكريت صعوداً بإتجاة حلفائهم من الشمال لقطع المنطقة بأكملها عن العراق!

كما أن معلومات هامة أدلى بها شخص(عربي الجنسية) تمّ القبض عليه في منطقة (المشاهدة) التابعة للتاجي والذي قدم من سوريا من منطقة (دير ا لزور), مفادها أن (داعش) و من معهم قد خططوا لدخول بغداد من عدة محاور و هم يرتدون الزي الأسود و يرفعون صور السيد السيستاني و السيد مقتدى الصدر على سياراتهم للسيطرة على المناطق الستراتيجية و بآلتالي إسقاط بغداد

أما من جانب الحكومة؛ فأنّ العراقيين لا أعتقد بأنهم سيوفون بموقف مشرّف أو شيئ مفرح قبال مسؤوليين إمتازوا و ما زالوا يمتازون بكل شيئ عن المواطنين آلآخرين, حيث إن كلّ مسؤول يتقاضى رواتباً شهرياً تعادل رواتب 200 عائلة عراقية – أي راتب واحد منهم يعادل رواتب 200 موظف عادي من غير السرقات و النهب الخفي و هو الأعظم!

كما أن الأئتلاف الشيعي الوطني قد حاول طوال الفترة السابقة من إضعاف الحكومة المركزية طمعاً في الحصول على رئاسة الوزراء, و هذا ما صرّح به علناً البعثي الجعفري مع علاوي و آخرين في (متحدون), ممّا سببّوا تضعيف الحكومة المركزية التي كانت تأمل على الأقل مؤآزة الأئتلاف الوطني العراقي بإعتباره يمثل القوى الشيعة العراقية!

مع هذا الوضع .. و هكذا مسؤوليين مزيفيين في الأئتلاف العراقي و غيره ؛ كيف يمكن أن يدافع المواطن العراقي المغدور به من قبلهم و من قبل البرلمان السيئ الصيت على كل صعيد؛ لذلك من الطبيعي أن يتعرض سيادة العراق و العراقيين و شرفهم للأنتهاك و آلأختراق ليس الآن بل هكذا كان العراق على مدى القرون لأجل مجموعات و أحزاب همها الأول و الأخير هو الحصول على المال و الرّواتب و الأمتيازات, لذلك بات العراقيّ العادي لا يُفرّق كثيراً فيما لو كان (البعث) حاكماً أو (داعش) أو (الدعوجية) أو غيرهم .. ما دام الجميع تقريباً سواسية في النهب والقنص و الكذب و التحايل على حقوق الناس و الفقراء عبر الرواتب و المخصصات و غيرها!

إننا نأمل من ألمرجعية الموقرة أن تبين موقفها بوضوح مما يجري في ساحة العراق حيث يتعرض كل شيئ فيه للتغير و المسخ و القتل والأبادة!

و طالما كتبنا و حذّرنا المسؤوليين العراقيين و الكتل و ألأئتلافات من مغبة مواقفهم و نهبهم للأمتيازات و لأموال العراق عبر الرّواتب و المخصصات و الحمايات و آلقرارات المجحفة و السرقات العلنية و السرية .. لكنهم كانوا يعتبرون ذلك تجاوزاًعلى حقوقهم و كأنّ النهب حلال و مشروع كما كان حال الذين سبقهم في مسلكهم و دينهم الذي لا أدري من أين أتوا به!؟

كما إنّ تماطل الجيش العراقي و الأمن الذي يضم في صفوفه بحدود مليون مقاتل مجنّد و مُدّرب إلى بعض الحدود؛ أمام (داعش) و هزيمتهم أمام الأرهابيين على مدى عشرة سنوات هي الأخرى كانت السبب الأساسي في إعطاء الفرصة لهؤلاء المجرمين كي يُعبّئوا أنفسهم و يتسلحوا ليقوموا بعدها بهجمات نوعية و منتظمة وصلت إلى كل بيت و شارع و محافظة في العراق تقريباً, بل تمادوا بسبب ذلك الأنحلال لئن يحتلوا محافظات بأكملها و تهديدهم بإحتلال بغداد!

لا شكّ أنّ حمية أبناء الجنوب و الفرات و الوسط ألان هي على أشدّها وهم يشعرون بمخاطر كلاب داعش المتصهينين مع البعثيين؛ حيث يُعبّرون بتوافدهم الى مراكز التّطوع بأنّهم يريدون القتال ضدّ الأرهابيين و الدّفاع عن العراق .. و قبلها كانت تجربة (أولاد ألانبار) الشرفاء حين بادروا الى الانضمام الى تشكيلات تسمى (بآلصّحوة) و غيرها لمناصرة و دعم الجيش العراقي وهذا جيد ومهم و تعبير عن الحسّ الوطني العراقي رغم المساوئ الكثيرة!

لكن ان يأتي هذا الانضمام اليوم كردّ فعل عفوي او قرار متسرع من هذا او ذاك؛ فأنها هي الكارثة و كما يعتقد الكثير من المتطلعين, فان ذلك التسرع بالانضمام و دعوة البسطاء الذين لا يملكون رغيف الخبر بسبب الفقر المنتشر .. و أستجابتهم للانضمام الى صفوف وحدات الجيش و قوى الأمن او الشرطة ليس بدافع عقائدي .. بل آلنية بآلأساس لأكثرهم هو الحصول على راتب يسدّ به رمقه و رمق عائلته, حيث لا مجال لحب الوطن أو الأسلام أو الدفاع ضد الأرهابيين .. لأنه يرى أنّ الكلّ – حتى المسؤوليين الحاليين إرهابيون لكن بصيغ أخرى و سياسات أخرى وعناوين أخرى!

إنّ التطوع الذي لا يكون عن قناعة وعقيدة واضحة بجانب وجود العقيدة العسكرية لهو خطر آخر يسبب ليس فقط خسارة الجيش .. بل هزيمة العراق ككل!

فلو أنّ الحكومة (المنتخبة) كانت عادلة من الأساس في توزيع الرواتب و الحقوق لتحسين الأوضاع المعيشية لكان تطوع الناس له معنى و دافع آخر و لما كان اكثرهم يفكر بآلتطوع من أجل الراتب كي ينقذوا انفسهم من براثم العوز و الفاقة .. و بالتالي هناك خلل في انضمامهم حيث يتم اعطائهم دورة سريعه و ترتيب بعض امورهم دون تمليكهم فنون القتال و آلأختصاص في حرب الشوارع التي تختلف عن الحروب النظامية كثيراً!

حيث يتمّ زجّهم للأسف في معارك لا يعرفون شيئاً عنها في مقابل عدوٍّ متمرس مستميت إلى حدٍّ كبير لكونهم – أيّ داعش - يمتلكون خبرات دولهم و أجنداتهم و امكانيات مالية و عسكرية كبيرة و بنفس إمكانيات الجيش العراقي!

نحن بحاجة إلى توبة جماعية من قبل ألسياسيين في البرلمان و الحكومة و الكتل و الإئتلافات ألذين إمتلأت بطونهم بآلمال الحرام, لأنّ العراقي بعد تجربته و معرفته لكم على مدى أكثر من 10 سنوات لا يُدافع عنكم و أنتم تمتصون حقوقه كل يوم و شهر منذ 2003م!

و بعدها – أيّ بعد إعلان توبتكم - عليكم بالتّطوع ضمن قوات الجيش و الشرطة و الأمن للقتال جنباً إلى جنب مع المقاتلين في ساحات المواجهة الحقيقية لتُثبتوا بأنّكم وطنيون مخلصون و إنكم لا تتميّزون عن غيرهم من المواطنين لا في الرّاتب و لا في الحقوق و لا في الواجبات!

و إعلموا بأنّ القتال آلآن أصبح واجباً شرعياً و وطنياً على كلّ من يدعي حبّه للوطن و للأسلام و للجهاد خصوصاً انتم الذين إستفدتم من حصة الأسد من الأموال و الخيرات, و إن هذه المعركة ستكشف المواطن المجاهد الحقيقي من المواطن المزيف الذي يتخلق بأخلاق البعثيين و إن لم ينتمي!

عندها فقط سينتصر الجيش العراقي .. بل كلّ العراق, و إلّا فأنّ أمن الناس و مستقبلهم و مصير الوطن و جميع المدن العراقية و حتى بغداد نفسها ستنتهي و ستُقطع إرباً إرباً كما حدث لكابل و مدن أفغانستان على يد الطالبان .. و مدينة الموصل و الرّمادي و الفلوجة و تكريت و غيرها مع توابعها خير شاهد على ما أقول, و أنتم أيها المسؤولون السبب في كلّ محن العراق الجديدة!

و قبل الختام, أكرّر: ألمعركة مصيرية و حاسمة رغم إن الكثيرين منكم و من الأعلاميين و رؤساء المواقع البسطاء الذين يعلمون ظاهراً من الأحداث؛ قد عادوني بعد دعوتي للأجهاز على (داعش) لأعتقادهم بأنّ العنف الشديد مع الأرهابيين و حواضنهم طريقة (صدامية) كما قالها لي مدير موقع(...) ألأخ (...) لكني سامحته على قدر عقله و فهمه!

و أقول لكم و للجميع؛ بأنّ إنزال أقوى الضّربات القاصمة بهؤلاء حتّى لو تطلب الأمر إستخدام الأسلحة الكيمياوية فهو واجب شرعي مقدّس و ضرورة لا بديل عنها, و إن الأستعانة بقوات الدولة الأسلامية المعاصرة(حرس الثورة) باتتْ حتمية و من أوجب الواجبات قبل فوات الأوان,
هذا هو الحل الوحيد .. بعد ما ثبت بأنّ العراقيين لا يستبسلون أمام (داعش) بسبب هضم المسؤوليين خصوصا أعضاء البرلمان لحقوقهم على مدى 10 سنوات و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم!

بقلم: عزيز الخزرجي
رقم : 391931
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم