0
الخميس 14 آب 2014 ساعة 04:46

الكشف عن الانسحاب الأميركي "الكامل" من العراق..

الكشف عن الانسحاب الأميركي "الكامل" من العراق..
الكشف عن الانسحاب الأميركي "الكامل" من العراق..
في ذلك اليوم تحديدا، نشرتُ تقريرا أكدتُ فيه استنادا إلى مصادر أردنية وعراقية خاصة، أن ما تقوله الولايات المتحدة كذب، وأن قوات الاحتلال الأميركية التي كانت مرابطة في "قاعدة عين الأسد" الجوية العراقية في "الأنبار"، انسحب قسم منها سرا ليس إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة كما زعمت واشنطن، بل إلى قاعدة "المفرق" الجوية شمال الأردن لدعم المسلحين السوريين، بينما توجه القسم الآخر منها، وهو بالآلاف، للعسكرة سرا في "إربيل" شمال العراق باتفاق سري خاص مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني ودون معرفة الحكومة المركزية! بتعبير آخر: انسحاب كاذب عمليا!

يومها تلقف عدد من وسائل الإعلام الغربية ما نشرتُه، فرد ناطق عسكري أمريكي باسم "قيادة المنطقة الوسطى" (الشرق الأوسط) نافيا ما قلناه، ومؤكدا أن جميع القوات انسحبت من العراق، ولم يتوجه منها أحد إلى الأردن أو أربيل! لكن ، وبعد أشهر على ذلك، ثبت أن قسما من هذه القوات توجه إلى الأردن لتدريب المسلحين السوريين!

يوم أول أمس أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الجزء الآخر من روايتنا، حيث أشارت ـ بجملة عابرة لا تثير انتباه إلا من يقرأ ما بين السطور ـ إلى وجود الآلاف من الأميركيين في إربيل!! وهذه أول مرة يجري الكشف عن وجودهم من قبل جهات أمريكية!

والسؤال: ما الذي يفعله آلاف الأمريكيين سرا في إربيل، و لماذا لم يتدخلوا لوقف المذبحة وعمليات التطهير العرقي والديني التي طالت مئات الألوف من الإيزيديين والمسيحيين والشيعة في الموصل وما حولها على أيدي "داعش"، ولماذا لم يمنعوها أصلا، وظلوا يتفرجون عليها وعلى انهيار الجيش العراقي بطريقة دراماتيكية!؟
( لدي معلومات تؤكد أن انهيار الجيش العراقي في الموصل كان بالاتفاق مع المخابرات الأميركية التي أوعزت للضباط العراقيين من عملائها الذين دربتهم، بأن يهربوا ويتركوا كميات هائلة من أسلحتهم وذخائرهم الأميركية لكي تستولي عليها "داعش" وتنقلها إلى سوريا ! بتعبير آخر: تسليح "داعش" أميركيا بشكل غير مباشر لاستكمال جرائمها على الأراضي السورية!)

السؤال الآخر: لماذا تتصف الهجمات الأميركية على "داعش" بالمزاح واللعب؟ هل سوى المعتوه من يصدق أن طائرات "إف 18" تأتي ـ كما قال الناطق باسم البنتاغون ـ لقصف "مربض مدفعية" تابع لـ"داعش" أو بضع سيارات تابعة لها تحمل رشاشات، و لا تحتاج سوى إلى طائرات ورقية للقيام بمهامها!!؟

ما يجري يؤكد ما كنا نقوله منذ أكثر من عام ، وهو أن "داعش" صناعة أميركية ـ تركية بامتياز، وإن استهدافها الآن ببضع ضربات أقرب إلى المزاح و"النغنشة" ليس سوى رسالة تحذير وحسب من مغبة تجاوز الحدود المتفق عليها فيما بين أطراف عصابة "البغدادي ـ أردوغان ـ أوباما ـ البرزاني".
و ما فرار البشمركة المذل والمهين من سنجار بأمر البرزاني، وامتناعها عن حماية الناس وتركهم لقمة سائغة لعصابات "داعش"، سوى جزء من المتفق عليه، المكمّل للانهيار المسرحي الذي أصاب الجيش العراقي: إتاحة الفرصة لـ"داعش" كي تمارس تطهير المنطقة عرقيا و طائفيا لصالح إقامة دولة وهابية ما بين أنبار العراق والبادية السورية.

يكفي فقط أن تراقبوا تصريحات البرزاني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وكيف تبدلت وانقلبت رأسا على عقب، وقارنوها بما قاله أوباما عن قصف "داعش"، لتكتشفوا المستور بأنفسكم! 

بقلم: نزار نيوف
رقم : 404682
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم