0
الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018 ساعة 20:17

جماعة ‘‘خلق‘‘ الإرهابية وروابط العلاقة مع السعودية

جماعة ‘‘خلق‘‘ الإرهابية وروابط العلاقة مع السعودية
واشارت الصحيفة الى تاريخ هذه الزمرة والى عقدين من الزمان قضتها تحت قيادة المجرم "مسعود رجوي" والتي شنت هذه الجماعة في فترة قيادته عمليات عسكرية ضد اهداف مدنية واخرى عسكرية بالقرب من الحدود الايرانية - العراقية، علاوة على مساهماتها في قمع المعارضين لصدام حسين.

وبسبب الدعم الذي قدمته هذه الزمرة لسلطة صدام حسين اصبحت هذه الزمرة بحسب الصحيفة مبغوضة من قبل الشعب الايراني ولا تتمتع بأية شعبية في البلد الذي كان معظم افراده حانقين على صدام حسين لمهاجمته وقصفه المدن الايرانية وتسببه بمقتل اكثر من مليون انسان اضافة الى استخدمه للاسلحة الكيمياوية.

وبعد احتلال الولايات المتحدة الاميركية للعراق سعت هذه الجماعة الى ازالة اسمها من قائمة المنظمات الارهابية في حين كانت تنفذ عمليات اغتيال للعلماء النوويين الايرانيين حتى العام 2012 .

كما لفتت الصحيفة البريطانية الى القضية الاكثر حساسية بالنسبة لهذه الزمرة وهي مسألة اختفاء قائدها العميل مسعود رجوي منذ عام 2003 وحتى اليوم وتشير الى وجهة نظر الكثير من المحللين الذين يذهبون الى القول بوفاة رجوي.

وتؤكد الصحيفة ان الجماعة وتحت قيادة "مريم رجوي" تمكنت من كسب دعم اليمين الاميركي المتطرف وقامت بريطانيا في العام 2009 بازالة اسم هذه الزمرة من قائمة المنظمات الارهابية، وفي فترة الرئيس الاميركي باراك اوباما تم حذف اسم هذه الجماعة من قائمة الجماعات الارهابية، كما دعمت الولايات المتحدة عملية نقل هذه الزمرة من العراق الى البانيا.

وفي المؤتمرات السنوية التي تقيمها الجماعة في باريس يشارك في فعاليات المؤتمر العشرات من النواب الاميركيين والبريطانيين علاوة على الشخصيات العسكرية وهم يعلنون صراحة ان هدفهم هو الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية وتنصيب رجوي لقيادة ايران.

وشارك في اعمال مؤتمر العام الماضي شخصيات مثل "ديفيد آمس" وهو احد الاعضاء المحافظين وتحدث عن اسقاط النظام الايراني علنا، كما حضر تلك الفعالية مستشار الامن القومي الاميركي الحالي "جون بولتون" والذي هو الآخر اعلن صراحة ان هذه الجماعة ستستولي على الامور في ايران قبل حلول العام 2019.

وفي العام الحالي شارك عمدة نيويورك السابق "رودي جولياني" والمحامي الخاص للرئيس ترامب في اجتماعات هذه الجماعة واشار هو الآخر الى مسألة الاطاحة بالنظام الايراني ودعم فكرة استيلاء مريم رجوي على الاوضاع في البلد.

كما لفتت الغارديان البريطانية الى ان هذه الزمرة تسعى الى المحافظة على افرادها الذين هم في حالة تناقص دائمة وتقول ايضا ان الولايات المتحدة وبريطانيا استخدمتها كوسيلة للابتزاز وعزل ايران والضغط عليها اقتصاديا.

كما كشفت الصحيفة عن نوع العلاقة التي تربط هذه الزمرة بالولايات المتحدة وذكرت ان هذه العلاقة بدات بعد الغزو الاميركي للعراق في عام 2003 ولفتت الى انه وبعدما كانت واشنطن تعتبر هذه المنظمة انها ارهابية لكن سرعان ما اثير موضوع وجودها على الارض العراقية للجدل.

وذكرت الصحيفة في حينها، أنه قد تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية في ذلك الوقت "كوندليزا رايس" ان هذه الزمرة موضوعة على قائمة المنظمات الارهابية ويجب التعامل معها على هذا الاساس، لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ومساعد رئيس الجمهورية "ديك تشيني" كانا يعتقدان انه يجب الاستفادة من هذه الجماعة كسلاح في مقابل الجمهورية الاسلامية، بينما اعتبر المحافظون الجدد هذه الجماعة يمكن ان تصبح جزءا من خارطة طريق لاستراتيجيتهم في غرب آسيا.

الغارديان تحدثت ايضا عن الفترة التي تقع مابين عامي 2007 الى 2012 والتي سقط خلالها خمسة من علماء ايران النوويين شهداء على يد الجماعات الارهابية واشارت الصحيفة الى ان قناة (NBC) الاخبارية وفي تقرير لها ذكرت ان اثنين من المسؤولين الاميركيين - لم تكشف عن اسميهما - قالا ان عمليات الاغتيال تلك خططت لها اجهزة الاستخبارات الجاسوسية الاسرائيلية وان اعضاء زمرة خلق هي التي قامت بتنفيذها، وبطبيعة الحال فإن احد المتحدثين باسم الجماعة نفى حصول ذلك. 

في تلك الفترة بالذات عملت الجماعة على التغلغل في الاوساط الغربية وسعت الى تشكيل لوبيات ضاغطة هناك في محاولة منها لازالة اسمها من قائمة المنظمات الارهابية.

وذكرت الصحيفة البريطانية ان عددا من الشخصيات السياسية المشاركة في الاجتماعات السنوية للمنظمة حصلوا لقاء تلك المشاركات على مبالغ مالية طائلة ومنهم على سبيل المثال "جون بولتون" الذي قيل انه قبض اكثر من 180 الف دولار.

وفي فترة الرئيس دونالد ترامب تحولت زمرة خلق الارهابية الى اداة مناسبة لتخريب العلاقة بين السعودية وايران، واشارت الصحيفة الى انه في هذه الفترة حيث اعاد الرئيس ترامب اجراءات فرض الحظر على ايران والتي استهدفت بالدرجة الاولى الصادرات النفطية اضافة الى المصارف غير ان هذه الاسترايجية الاميركية دخلت في ابعاد جديدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث توجهت كافة الانتقادات لأسرة آل سعود وخاصة محمد بن سلمان. 

وتتحدث الصحيفة عن العلاقات الآخذة بالتطور بين السلطات السعودية وزمرة خلق واشارت الى ان المنظمة كانت فيما سبق تنفي حصولها على الدعم المالي من السعودية لكن مشاركة "تركي الفيصل" رئيس الإستخبارات العامة الـسعودية في فعاليات المؤتمر والذي عقدته الجماعة في عام 2016 يشير الى غير ذلك خاصة مع تبنيه العلني اثناء المؤتمر موقف الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية في ايران.

"ايرفند ابراهيميان" وهو من اساتذة الجامعات في نيوييورك يقول "لاشك ان هذه الجماعة تحصل على الدعم المالي من السعودية، ولايوجد احد غيرها يتمكن من تقديم هذا الدعم بمثل هذا المستوى لهذه الجماعة".

وتشير الصحيفة البريطانية ان الخبراء يذهبون الى ان هذه الجماعة لا تحظى بالدعم الكافي للاطاحة بالنظام الايراني وحتى شخصيات مثل بولتون وبمبيو يذهبون ايضا الى هذا المعنى.

"باول بيلار" الذي عمل مدة 28 عاما لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) يقول: يجب ان يعلم هؤلاء الاذكياء ان هذه الجماعة ليست ديمقراطية وهي بالتالي لاتملك اية قاعدة شعبية في الواقع الايراني.

وترامب وإدارته لايعتبرون مسألة الاطاحة بالنظام الايراني واستبداله بنظام جديد هي الاكثر الحاحا في هذه الفترة بالذات، لكن تدابيرهم تذهب الى زعزعة الوضع في ايران حتى يستغل الرئيس الاميركي هذه القضية لصالحه ويعتبرها انجازا لحكومته.
رقم : 761003
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم