0
الاثنين 10 كانون الأول 2018 ساعة 17:08

يوم النصر.. هل يعني نهاية الإرهاب في العراق؟

يوم النصر.. هل يعني نهاية الإرهاب في العراق؟
فأعظم الاهداف التي كان تنظيم داعش يطمح الى تحقيقها من خلال حملته على العراق هي تجزئة البلد وتقسيمه على اساس قومي وطائفي وجغرافي، ورغم انه رفع شعارات طائفية لكنه اجج ايضا المشاعر القومية لدى فئات من الشعب العراقي في سبيل تحقيق الانفصال عن البلد الام.

فالنصر على داعش يحمل معاني كثيرة اضافة الى معناه العسكري الذي اظهر فيه العراقيون بسالة قل نظيرها في هذا العالم المليئ بالمصلحيات والانانيات ومن هنا يبرز دور قوات الحشد الشعبي التي قدمت في هذه الحرب قيما ومبادئ لم تعرفها الحروب فيما مضى.

وقد شاهد العالم بام عينه وعبر شاشات التلفزة مواقف الايثار والتضحية التي سطرتها قوات الحشد الشعبي اضافة الى قوات الامن العراقية الاخرى في ساحات القتال وكيف كان المقاتل يضحي بنفسه من اجل انقاذ طفل يتعرض للقتل ولقنابل داعش.

ولم يسمح مقاتل الحشد ان تتغلب عليه الروحية الطائفية لكي تمنعه من تسجيل موقف بطولي باعتبار انه ينتمي الى الطائفة الشيعية والشخص الذي يراد انقاذه من طفل وامرأة وشيخ كبير طاعن في السن ينتمون الى الطائفة السنية.

والفضل في هذه الروحيات والمعنويات التي يمتلكها المقاتل العراقي تعود الى المرجعية الرشيدة في العراق والتي ربت العراقيين على روح التآخي ومنعت من ان يسقط البلد في هاوية التقسيم والتجزئة.

ولولا الفتوى التي اصدرها المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني بخصوص الجهاد الكفائي لكان العراق واقعا بالكامل تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، فالقوة الوحيدة التي اوقفت تنظيم داعش عن التمدد داخل العراق هي قوات الحشد الشعبي التي تشكلت بفضل فتوى المرجعية الرشيدة.

وهنا يجب ان لاننسى دور الجمهورية الاسلامية في ايران في دعم ومساندة الشعب العراقي بتحقيق النصر على داعش وقد عبر اغلب المسؤولين العراقيين عن شكرهم وتقديرهم للدور الايراني بهذا النصر الذي تحقق على داعش.

وقد سجلت العديد من الشخصيات العراقية والمسؤولين الحكوميين مواقفها في هذا اليوم فقد كشف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في كلمة القاها بمناسبة يوم النصر على داعش ان النصر يحمل ابعادا كبيرة واوجه كثيرة وهو باعتباره احد المسؤولين في البلاد يفكر بتحقيق النصر على مسافات اوسع قائلا:

"أن النصر النهائي الذي تصبوا اليه حكومته هو تحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي في الاستقرار والاعمار والتخلص من البطالة والفساد الذي كان وما يزال يمثل وجها اخر من اوجه الخراب و"الارهاب"، لافتا الى أنه ما لم ننتصر على الفساد فسيبقى نصرنا منقوصا."

كما وصف عبد المهدي هذا اليوم بانه: "يوم فخر عظيم لنا جميعا يومٌ هزم فيه بلدنا الشجاع أعداء الحياة والكرامة وأعداء الحرية والسلام يومٌ هزمتم فيه عشرات الالاف من شذاذ الآفاق الإرهابيين بعزيمتكم العملاقة التي لا تلين".

كما شكر عادل عبد المهدي كل الذين ساهموا في تحقيق النصر على داعش قائلا: "هذا يوم نتذكر فيه كل من ساهم في تحقيق النصر، فلهم الفضل جميعا ولهم الفضل علينا، أن العراق اليوم ينعم بالسلام وينعم بالوحدة، وأننا بفضلهم دخلنا مرحلة الإعمار والبناء، فتحية إكبار للمرجعية العليا التي استجاب لندائها أبناء شعبنا من فتية وشيوخ وهبوا للدفاع عن حريتهم وأرضهم ومقدساتهم، فستبقى فتوى الجهاد الكفائي علامة مضيئة في تاريخ هذا الشعب والوطن فمنها انطلق الرد الحاسم وهي التي دقت اسس الانتصار وتحت ظلها تدافع الشباب والشيب واسترخصوا ارواحهم ونالوا احدى الحسنين النصر او الشهادة".

واشار عبد المهدي الى أنه "في تلك المعركة لم ندافع فحسب عن أرضنا بل عن إرادتنا في النهوض من ركام الحروب والعنف والاستبداد، لقد عززت انتصاراتنا ضد قوى الظلام ثقتنا بأن هذا البلد قدره النصر والعلو والرفعة، بنفس العزيمة الصلبة باذن الله سنربح كل معاركنا، فمعركتنا ضد الإرهاب ومعركتنا ضد الفساد ومعركتنا ضد الفقر ومعركتنا ضد الفرقة"،

واعتبر رئيس الوزراء العراقي ان التنوع الثقافي والديني في العراق هو نقطة قوة للبلد وليس ضعفا فيها قائلا: "تنوعنا الديني والقومي والمذهبي هو سر قوة هذه البلاد ومفتاح انتصاراتها، هذا التنوع الفريد هو ثمرة حضارة انسانية عريقة بدأت هنا من ارض الرافدين لتشرق على العالم بأسره، ويجب ان تنهض من جديد على مبادئ احترام الآخر الذي تجمعنا معه مشتركات الاخوة في الانسانية والاخوة في الوطن".

يوم النصر مناسبة لتوحيد الجهود الوطنية

اما بالنسبة الى رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، فقد طالب بان يكون يوم النصر مناسبة لتوحيد الجهود الوطنية ببرنامج عمل حقيقي ينفذ كل ما هو مطلوب للشعب العراقي.

وأكد رئيس الجمهورية في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الاولى لتحرير العراق من داعش، أكد ان دور السلطات والقيادات والأحزاب والشعب الآن هو إنجاز النصر بالعمل السياسي والمجتمعي والثقافي، لافتا إلى ان النصر العراقي سيكون ناجزاً، وان الإرهاب سيندحر نهائيا.

وأوضح رئيس الجمهورية بأن الارهاب سيندحر عبر مواجهة الفساد، والقضاء على البطالة، وتحسين الخدمات، وعودة النازحين الى مدنهم وقراهم، والعمل دوليا وإقليميا للوصول إلى منطقة آمنة ومستقرة، لافتا إلى ان استقلال العراق وسيادته والحفاظ على أمنه واستقراره سيجعل من كل هذه العوامل مقدمات ونتائج لعمل سياسيٍّ مخلص ومنتج يصب في تحقيق الإصلاح المنشود.

كما القى في هذا اليوم الكبير نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس كلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه للمرجعية الرشيدة في العراق للفتوى التي اصدرتها وتسببت بالانتصار الكبير على داعش.

ومرة اخرى اخرى يحذر المهندس من الانتصار على داعش لايعني نهاية الارهاب وانه يجب اليقضة للعدو وقال المهندس : لقد طوينا صفحة داعش العسكرية وحفظنا وحدة العراق شعبا وترابا، ونحن نتحدث عن النصر لم نغفل ولن نغفل في الحشد الشعبي وباقي القوات المسلحة عن الخطر الذي يمثله داعش ومن يساندها.

وشدد المهندس ان قوات الحشد لازالت تمسك السواتر والحدود قائلا: نتابع يوميا تحركات العدو في كل مكان، ونقوم ومنذ اعلان النصر في العام الماضي نقوم بعمليات عسكرية وأمنية محدودة لملاحقة بقايا داعش ومنعه من القيام بعمليات ايذائية لأهلنا في كل ارض العراق.

واعلن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي : لقد عملنا خلال العمليات العسكرية وتسارع ذلك بعد اعلان النصر على اعادة اهلنا النازحين الى مدنهم وبيوتهم مع توفير اعلى ما يمكن من الامن والمساعدة في تقديم الخدمات الممكنة وبالتعاون مع دوائر الدولة المحلية.

واشار المهندس الى ان هيئة الحشد الشعبي تعمل اليوم على إعادة التركيز على التدريب وإخراج المكاتب والمعسكرات من المدن، والسعي الحثيث لبناء معسكرات نظامية لتشكيلات الحشد الشعبي ودوائره، وقد تم تسخير جزء مهم في امكانيات الحشد لتقديم ما يمكن من خدمات هندسية ومنذ سنة في الموصل والبصرة وبقية المناطق الاخرى.

ولفت المهندس بان الهيئة تعمل على اشاعة الضبط العسكري والمالي والإداري في تشكيلات الهيئة وبين منتسبيها بما يتناسب والمكانة الرفيعة التي احتلها الحشد في قلوب المواطنين ونحرص دائما على ان تكون الهيئة بكافة تشكيلاتها ومنتسيبها تحت سقف القانون وبإمرة السيد القائد العام للقوات المسلحة.

وذكر نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي: لقد عملنا ونعمل على زيادة اللحمة بين الهيئة وباقي القوات الامنية والأجهزة العسكرية فهي سر الانتصار، وستشهد الايام المقبلة خطوات مهمة بهذا الاتجاه من خلال توطين رواتب المقاتلين عن طريق البطاقة الذكية الالكترونية وقد اعدت الهيئة مقترح قانون الخدمة والتقاعد لمنتسبي هيئة الحشد الشعبي

اما بالنسبة الى رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، فقد اكد اهمية ان يعرف العراقيون قيمة مالديهم: أن الأوان آن ليشعر العراقيون بقيمة ثروتهم التي هدرتها صراعات الماضي ويعبث بها الفساد حالياً.

وذكر الحلبوسي في بيان له ، أنه “في مثل هذا اليوم بدأت صفحة مضيئة بتحرير الموصل الغالية العزيزة وانتهت صفحة مظلمة بنهاية خرافة داعش ودولتها المزعومة، وأكد العراق بما لا يقبل الشك أنه الأقدر والأقوى منتميا إلى تاريخ عتيد مشرق،وتكلل وجه أرضنا بالنور بعد أن تشرفت بدم الشهداء الأبطال التي نزفت على أرض الموصل، واختلطت الدماء العراقية من أقصى شمال العراق إلى أقصى جنوبه ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه، دماء طاهرة لرجال أبطال أكدوا للعالم وحدة هذا البلد وعظيم مقداره ومكانته وغلاء الثمن المدفوع بهذه الأرض”.

وتابع أن “احتفالنا بتحرير الموصل هو احتفال بالنصر في جميع المدن التي حررها أبطالنا وإنما جاء هذا اليوم تعبيرا عن إنجاز المرحلة الأهم في مسيرة النصر، فألف تحية لمدننا المحررة في بقية المحافظات في صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك ومناطق من محافظات أخرى”.

وأكمل الحلبوسي: “لقد قدمت قواتنا البطلة بكل تشكيلاتها نموذجا فريدا في التماسك والتنسيق فكان الجيش ‏والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة يدا واحدة ضاربة من خلال إيقاع قتالي مدروس وتنسيق على أعلى المستويات وتوزيع أدوار مهنية قدمت تنوعا في القدرات وتكاملا في المقدرات تعجز عنه أكثر الجيوش في العالم تقدما وتطورا”.

كما شكر الحلبوسي الدول الجارة التي ساهمت في نصر العراق قائلا: “كما لا يفوتنا أن نشكر الدول الشقيقة والجارة والصديقة التي دعمت موقف العراق ووقفت معه بكل ما تستطع، والشكر موصول لأهلنا في كردستان حكومة وشعبا على موقفهم النبيل في استقبال النازحين ومواجهة تحديات الأزمة مع المركز بكل مسؤولية ابتداء من مشاركة البيشمركة البطولية وانتهاء باحتضان العوائل النازحة وتوفير المستطاع لمساعدتهم”.

اما بالنسبة الى زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، فقد طالب في كلمته حول يوم النصر إن "ما نستذكرها أولا في يوم النصر العراقي هي الأرواح الغالية التي بذلت من اجل كرامة العراق وشعبه ومقدساته".

جاء ذلك في تغريدة له على حسابه الخاص في تويتر اليوم 10 كانون الاول 2018 بمناسبة مرور الذكرى السنوية الاولى على إعلان النصر ضد تنظيم داعش.

كما تبين في تصريحات المسؤولين العراقيين ان النصر سيكتمل في العراق عندما تتحقق الاهداف الكبرى لكافة العراقيين من تحقيق الامن والاستقرار والحياة الكريمة والقضاء على اخطبوط الفساد.
رقم : 765933
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم