ما موقف الاتحاد الأوروبي بعد تأجيل التصويت على بريكست؟

ويتضمن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي إجراءات مثيرة للجدل تهدف إلى الحفاظ على استمرار تدفق السلع بحرية عبر الحدود الأيرلندية، وهو من القضايا التي يرفضها كثير من أعضاء البرلمان.

وأشارت ماي إلى أن مشكلة الحدود بين أيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي، متمثلا في جمهورية أيرلندا، هو القضية التي لاقت معارضة كبيرة.

وقالت ماي إنها ستركز الآن على العودة إلى شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي للتشاور من أجل الحصول على المزيد من الضمانات الآمنة بشأن الحدود مع أيرلندا الشمالية.

هذا ويعتبر أعضاء البرلمان المعارضون ان رئيسة الوزراء تقود إلى حالة من الفوضى حيث أكد النائب المعارض في مجلس العموم البريطاني أن صفقة رئيسة الوزراء بشأن بريكست لا تحظى بالدعم المطلوب من البرلمان البريطاني.

وقد انخفضت قيمة الجنيه الاسترليني، بعد تداول تقارير إرجاء التصويت بدرجة كبيرة، بلغت 0.5 في المئة مقابل الدولار الأمريكي، ووصلت قيمته 1.26 دولار. أما قيمته مقابل اليورو فانخفضت إلى 1.10 يورو.

المفوضية الأوروبية: لن نعيد التفاوض على اتفاق "بريكست"

من جانب آخر اعلنت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين أنها لن تعيد التفاوض على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بعد أن توصلت إليه مع رئيسة الوزراء تيريزا ماى.

وقالت متحدثة باسم المفوضية للصحفيين "لدينا اتفاق على الطاولة" مؤكدة موقفا عبر عنه من قبل رئيس المفوضية جان كلود يونكر حينما قال "لن نعيد التفاوض".

وأضافت المتحدثة أن التكتل مستعد "لكل السيناريوهات" مشيرة إلى أن يونكر تحدث هاتفيا مع ماي أمس الأحد. يأتي ذلك قبل يوم من موعد مقرر لتصويت البرلمان البريطاني على الاتفاق.


توسك يرفض إعادة التفاوض مع لندن على "بريكست"
ومن جانبه دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى قمة أوروبية الخميس 13 ديسمبر في بروكسل لبحث ملف "بريكست"، رافضا التفاوض مجددا مع لندن حول اتفاق معدل للخروج.

وكتب على "تويتر": "بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إرجاء التصويت في البرلمان على اتفاق "بريكست"، قررت الدعوة إلى قمة حوله الخميس".

وأضاف: "لن نتفاوض مجددا حول الاتفاق ويشمل ذلك الجانب الأمني، لكننا مستعدون لمناقشة كيفية تسهيل المصادقة البريطانية".

انقسام حاد داخل حكومة تيريزا ماي
كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية عن وجود انقسامات عميقة داخل الحكومة البريطانية بشأن إمكانية دعم رئيسة الوزراء تيريزا ماي لاستفتاء "بريكست" ثان في محاولة أخيرة لإنهاء المأزق السياسي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، حيث تنبأ كبار نواب حزب المحافظين بأن خطتها لمغادرة الاتحاد الأوروبي سيتم التصويت ضدها فى مجلس العموم.

وأوضحت الصحيفة أن هناك شعور متزايد بالأزمة الدستورية قبل التصويت البرلماني الحاسم يوم الثلاثاء، حيث تزيد التوقعات باستقالة المزيد من الوزراء والمساعدين الذين يريدون استفتاء آخر، أو الذين يعتقدون أن اتفاق ماى فشل في الوفاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتقدم ويل كوينس، عضو البرلمان عن كولشستر ومساعد وزير الدفاع، جافين ويليامسون، باستقالته مساء السبت من منصبه احتجاجا على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال وزراء الحكومة لصحيفة "الأوبزرفر" إن محاولات إقناع ماى بتأجيل التصويت لتفادي واحدة من أكبر الهزائم وأكثرها إهانة في التاريخ البرلماني الحديث لم تحظ بالاهتمام. كان هذا رغم ما اعتبروه خطراً واضحاً بأن مثل هذه النتيجة يمكن أن تثير تحدياً قيادياً وتبث الانقسام فى الحزب.


وفي ضوء هذه المستجدات، تدخل قضية بركسيت مرحلة جديدة من الاخذ والرد بين كافة الاطراف، فيما وصلت القضية الى الشارع حيث باتت محور نشاط شركات المراهنات البريطانية بين ما اذا كان الخروج من الاتحاد سيتم ام لا.