هل اقتربت معركة إدلب؟

وتواصل قوافل التعزيزات العسكرية للجيش السوري وصولها إلى الخطوط المتاخمة لمنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي، وتحديدا قطاع محردة - الزلاقيات،ـ الذي يعد أحد أهم المحاور في تلك الجبهة تبعاً لتقارب خطوط التماس الضيقة حيث لا تبعد وحدات المقدمة للجيش السوري سوى كيلومترات قليلة عن المعسكر الرئيسي لمسلحي تنظيم "جيش العزة" في بلدة اللطامنة، ولطالما حاولت المجموعات المسلحة تنفيذ عدة هجمات باتجاه مواقع الجيش عبر هذه المحاور.

مصدر عسكري رفيع المستوى أكد أنه تم رفع الجاهزية للقوات المتواجدة على جبهتي ريف حماة وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفا "نحن مستمرون بإرسال التعزيزات العسكرية إلى هذه الجبهات تحسبا لأي طارئ قد تشهده هذه الجبهات وخاصة بعدما سيطر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي على كامل مناطق إدلب وريف حماة، وما رافق ذلك من تصعيد من قبل مسلحي التنظيم وتزايد وتيرة هجماتهم ضد مواقع الجيش السوري المرابطة على هذه الجبهات.

وعن موعد بدء العمل العسكري على جبهتي ريف حماة وإدلب، أكد المصدر: "نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى عمل عسكري حاسم بالاشتراك مع حلفائنا الروس، وخاصة بعدما فشل الطرف التركي بتنفيذ التزاماته وفق بنود اتفاق (سوتشي)، بما في ذلك إحجامه عن الضغط على التنظيمات الإرهابية لإنشاء المنطقة منزوعة السلاح، وإخلائها من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة، وفتح الطريقين الحيويين حماة - حلب، واللاذقية – حلب، أمام حركة الترانزيت والنقل.

ومن أولويات العمل العسكري للجيش السوري في ريفي حماة وإدلب هو حماية المناطق السكنية القريبة من الجبهات وإبعاد المسلحين عنها وخاصة أن مدينة محردة وقرى سهل الغاب تعرضت مرارا للعديد من المجازر التي ارتكبتها التنظيمات انطلاقا من مناطق سيطرتها في "منزوعة السلاح"، وذلك عبر الهجمات المتكررة بالقذائف الصاروخية التي شنتها على تلك القرى والبلدات، لتكون الأولو لحماية هذه التجمعات السكنية من الهجمات.

وبيّن المصدر أن عناصر الجيش السوري اليوم في أفضل حالاتهم من الناحية المعنوية والعسكرية، التجهيزات العسكرية على أتم جاهزية ونحن مستعدون للتعامل مع أي ظروف قد تفرضها المعركة في المستقبل.

ويرى مراقبون أن معركة إدلب هي معركة مصيرية ، والمعركة الاهم في المشهد الميداني السوري.