0
الثلاثاء 19 شباط 2019 ساعة 09:50

مؤتمر وارسو.. بين الناتو العربي وصفقة القرن واستهداف ايران

مؤتمر وارسو.. بين الناتو العربي وصفقة القرن واستهداف ايران
يمكن القول ان الهدف الوحيد الذي حققه مؤتمر وارسو بالنسبة للولايات المتحدة كان اظهار التطبيع بين دول عربية والكيان الاسرائيلي الى العلن. فالصورة التي جمعت وزراء خارجية عرب كالسعودية والامارات والبحرين الى جانب رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، شكلت نقلة نوعية في اطار اظهار التطبيع الى العالم، والتمهيد لمرحلة ترويج هذا التطبيع لدى الشارع العربي الذي بدأ يشهد تحركات مدروسة ومعدة مسبقا لاقناعه بان التطبيع امر محتوم ولا بد من تقبله. 

الصورة مع نتنياهو لم تكن الإنجاز الوحيد، فهي مجرد مقدمة لما اعقبها من تصريحات من قبل الوزراء العرب تحديدا، والذين صوبوا سهامهم باتجاه ايران، ان كان وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد ال خليفة او السعودي عادل الجبير. فهما اعتبرا ان ايران هي الخطر وليس الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. 

وهنا يمكن ربط ما جرى بتصفية القضية الفلسطينية واجبار الفصائل الفلسطينية ومعها السلطة على قبول صفقة ترامب التي بات معروفا انها مبنية على اساس انهاء حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية من حق العودة الى القدس. وانهاء القضية الفلسطينية عبر صفقة ترامب سيسهل مهمة الاميركيين وحلفائهم العرب باستهداف ايران التي تعد الداعم الاول للمقاومة الفلسطينية. 

فالادارة الاميركية تبني على اساس ان تحييد المقاومة الفلسطينية من خلال صفقة ترامب التي تشمل بنودا اقتصادية خاصة في قطاع غزة سيجعل اي نشاط لايران في سياق دعم المقاومة خرقا لما تم الاتفاق عليه والذي سيروج له على مستوى دولي على انه اتفاق دولي..لكن على واشنطن وبعض العرب اولا تحييد المقاومة الفلسطينية وهي مهمة مستحيلة كما يؤكد المراقبون

ثانيا..الانتقال الى عملية الاستهداف المباشر لايران 

هذا الاستهداف يمتلك بنك اهداف بعضها خارج ايران والاخر داخلها. فحركات المقاومة وتحديدا حزب الله من ضمن الاهداف التي تضعها الادارة الاميركية والعرب، وقد بدات الحملة ضد الحزب منذ اشهر على المستويات كافة. 

يضاف لذلك استهداف المصالح الايرانية في الخارج لاسيما التعامل الاقتصادي مع دول غربية وتحديدا الاوروبية، وهو ما بان واضحا خلال مؤتمر وارسو ودعوة نائب الرئيس الاميركي مايك بنس للاوروبيين للانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، وتكرار دعوته في مؤتمر ميونيخ للامن حيث طالب الاوروبيين بعدم تقويض اجراءات الحظر الاميركية ضد ايران والتي لا يؤيد واشنطن فيها الا حلفاءها العرب والاسرائيليين.

اما اذا فشل مخطط ضرب المصالح الايرانية في الخارج، فان سيناريو توجيه ضربة ضد ايران مطروح على الطاولة كما يقول الاميركيون ومعهم نتنياهو. لكن لهذه الخطة مخاطر كبيرة يبدو ان كبار الضباط العسكريين في ادارة ترامب مدركون لها. يضاف لذلك رفض الكونغرس لتوجيه اي ضربة ضد ايران دون موافقته عليها. وهنا يمكن ان تلجأ واشنطن الى توريط حلفائها العرب في حرب مع ايران وهو ما يمكن التنبؤ بنتيجته خاصة وان هؤلاء الحلفاء اثبتوا فشلهم في ساحات اقل قوة من الساحة الايرانية عسكريا مثل اليمن. 

وفوق كل ذلك، يبرز الموقف الاوروبي الرافض للانصياع لسياسة الفرض الاميركية، لاسيما وان بوادر توتر بين الاوروبيين والكيان الاسرائيلي بدأت تتزايد مع الازمة المستجدة بين مجموعة "فيشيغراد" ونتنياهو على خلفية تصريحات الاخير ضد بولندا والتي اعتبرتها المجموعة عنصرية. 

وفي ضوء كل ذلك، يمكن القول انه من الطبيعي توقع ذهاب واشنطن وحلفائها العرب في مشروعهم حتى الاخير، لكن هذا الاصرار على الذهاب للاخير يعني تبعات سلبية مضاعفة في حال فشلهم وهو ما يرجحه المراقبون في ظل العوامل التي تحيط بتحالف اميركا الاوسطي وخصائص اركانه غير المتناسقة وغير المضمونة نتائجها.
رقم : 778765
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم