0
الجمعة 12 نيسان 2019 ساعة 22:16

موقف العراق من الحرس الثوري الايراني

موقف العراق من الحرس الثوري الايراني
من ابرز ما صدر عن الحكومة العراقية من خلال وزارة خارجيتها، اعتبارها قرار أميركا بإدراج حرس الثورة الاسلامية على "لائحة الارهاب"، لا يأتي في سياق استقرار المنطقة، وقال المتحدث باسم الوزراء أحمد الصحاف في بيان إن "قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن حرس الثورة لا يأتي بسياق استقرار المنطقة"، فيما قالت كتائب حزب الله في العراق إن المقاومة العراقية ستكون كتفا الى كتف مع حرس الثورة في مواجهة أي تطورات.
 
القرار الرسمي العراقي صاحبته تأكيدات مباشرة على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين ومنها تأكيد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم في تغريدة له على "تويتر"، أن العلاقات بين طهران وبغداد استراتيجية وتستند إلى عناصر أساسية مختلفة، مشددا على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية العراقية، على أن العلاقات بين إيران والعراق هي علاقات استراتيجية وتقوم على عناصر أساسية في مختلف المجالات.
 
ووصف الحكيم هذه العناصر الأساسية في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين بالشراكة والتعاون في مجالات التجارة والثقافة والأمن والمصالح المشتركة.
 
كما زار رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي في هذه الفترة العاصمة الايرانية طهران على رأس وفد حكومي رفيع المستوى عقد خلالها سلسلة لقاءات مع قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، واجرى خلالها مباحثات رسمية مع الحكومة الايرانية برئاسة رئيس الجمهورية الاسلامية حسن روحاني، تناولت تفعيل الاتفاقيات الثنائية بمختلف المجالات والاتفاق على رفع التبادل التجاري من 12 مليار دولار سنويا الى 20 مليار في 2021 فضلا عن لقاء عدد من القادة والمسؤولين الايرانيين.

على مستوى الواجهات المقاومة والشخصيات العراقية علق الحشد الشعبي على قرار واشنطن بشأن حرس الثورة الاسلامية بالقول بانه قرار احمق، يهدف إلى مزيد من التوتر والصراعات الإقليمية، معتبراً أن هذا القرار سيعود على أميركا بـ"الضرر البالغ".
 
وقال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ان إدراج أميركا للحرس الثورة الاسلامية على "لائحة الارهاب هو قرار أحمق" واضاف في بيان: إن "الإدارة الأميركية وبإملاءات صهيونية حاقدة تواصل سلسلة قراراتها الحمقاء التي تهدف الى زعزعة أمن المنطقة وجرها الى مزيد من بؤر التوتر والصراعات الاقليمية"، موضحاً أن "آخر تلك القرارات هو ادراج الحرس الثوري على لائحة الارهاب".
 
وأضاف المهندس، أنه "لأمر مثير للسخرية ان تقوم امريكا وهي الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، بإعطاء نفسها الحق في تصنيف حركات المقاومة التي انبثقت من وجدان الشعوب المقهورة، على انها قوى داعمة للارهاب".
 
وأشار إلى أن "أميركا تناست أنها هي من دعمت ومولت وراهنت على كل الحركات المتطرفة والإرهابية في العالم، ابتداءً من القاعدة وانتهاءً بداعش الذي سلطته على تراب ومقدرات العراق، والتي كان للحرس الثوري الدور الفاعل والأساس في الوقوف صفا واحدا الى جانب الشعب العراقي في حربه المقدسة ضد داعش، وتقديم الدعم والمساندة للقوات الامنية العراقية بكل عناوينها حتى تحقق النصر وتحررت الأرض من دنس هذه القوى الشريرة ومن يقف وراءها".
 
ولفت إلى أن "ثمن ذلك كان سقوط العديد من الشهداء من عناصر الحرس الثوري في معارك حاسمة كثيرة بقيت راسخة في ذاكرة العراقيين يستشعرون ازاءها دائما اسمى مشاعر الشكر والتقدير"، مضيفاً أن "الشعب العراقي لن ينسى أبداً من وقف الى جانبه وسانده في محنته واختلطت دماؤه بدم ابناءه من اولئك الذين خذلوه وسلطوا عليه اعتى الاشرار في تاريخ البشرية".
 
وتابع، أن "دور الحرس الثوري في نصرة الشعوب المظلومة وهي تواصل كفاحها ضد قوى الاستكبار العالمي ممثلة ب‍أمريكا ومشاريعها التدميرية هو الدافع الاساس لهذا القرار"، مشدداً على ان "امريكا ستتحمل تبعات هذا القرار الذي سيعود عليها بالضرر البالغ".
كما استنكر حزب "ثار الله" العراقي القرار الامريكي حول حرس الثورة ووصف امينه العام السيد يوسف الموسوي، هذا القرار بغير القانوني وغير المنصف، مشيراً الى ان القرار يُعبِر وبما لا يقبل الشك عن الخوف الامريكي من هذه القوة.
 
وقال الموسوي في بيان: اصبح من المتعذر على الامريكان والصهاينة التحرك في المنطقة لان الحرس الثوري يشكل قوة ردع وصفها بالجبارة، مستنكراً القرار الامريكي واعتبره بغير الشرعي.
 
وتابع البيان، "ان القرار سوف لن يكون له أي أثر يذكر على مستوى المنطقة التي شاهد جمهورها وادرك الدور الانساني الكبير للحرس الثوري"، ولا على المستوى الدولي الذي ادرك هو الاخر النوايا وشاهد الهزائم الامريكية في المنطقة على ايدي هذه القوة.
 
وفي السياق أكد رئيس “المجلس الأعلى الاسلامي” في العراق الشيخ همام حمودي ان “قرار دونالد ترامب بادراج حرس الثورة بلائحة الإرهاب هو حماقة لا تختلف عن قراراته حول القدس والجولان”، واشار الى ان “ترامب اتخذ قراره في محاولة لترضية الكيان الصهيوني واشعال الحرائق في المنطقة”ـ لافتا إلى أن “كوادر حرس الثورة كانوا مستشارين لمجاهدينا في الحشد الشعبي وهم أقوى جهة واجهت الإرهاب واسهمت في دحره”، ودعا “الأمة إلى الحفاظ على وحدتها وتلاحمها والتمسك بمرجعيتها العليا”، واعتبر انه “بذلك ستسقط قرارات ترامب وكل المؤامرات الصهيونية”.
 
ورأى الشيخ حمودي “ثورة الجمهورية الإسلامية معجزة لأنها انتصرت دون الاعتماد على معسكر شرقي او غربي وإنما اعتمدت على الأصول العميقة للأمة والمرجعية العليا”.
من جهتها، أكدت حركة النجباء كما جاء على لسان المتحدث باسمها ابو وارث الموسوي، ان كافة فصائل المقاومة لن تتاثر بالقرار وان القرار جزء من الحظر السياسي والاقتصادي على ايران وان العراق غير معني بما تصنعه اميركا التي قال انها تسخدم كلمة الارهاب عندما تريد شن حرب أو عندما تكون في مواجهة عسكرية أو حرب باردة وتضرب بواسطتها المفاصل الحيوية لأي بلد تريد محاصرته.
 
أما منظمة بدر، فقد استنكرت قرار الولايات المتحدة الخاص بادراج حرس الثورة الاسلامية على قائمة الإرهاب، مبينة أن القرار دليل جديد على انزلاق اميركا الكامل في طريق التبعية العمياء لـ"اسرائيل".
 
وقالت بدر في بيان لها، إن "الولايات المتحدة اقدمت على ادراج حرس الثورة على قائمة الارهاب في خطوة تصعيدية غير مبررة، وفي عمل استفزازي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران وجميع الدول والشعوب الحرة التي تنتهج سياسة مستقلة، انه تجاوز على المواثيق والعهود الدولية"، مضيفة "اننا في منظمة بدر اذ نستنكر هذا القرار العدواني نؤكد ان النهج الاستكباري في التعامل مع دول العالم التي لديها خلافات مع واشنطن في رؤيتها السياسية لن يثمر الا مزيدا من الكراهية وتغذية مشاعر العداوة والتخندق، وهو دليل جديد على انزلاق اميركا الكامل في طريق التبعية العمياء لـ"اسرائيل" واجنداتها الخبيثة ومخططاتها الشريرة في المنطقة".
 
وأشارت بدر في بيانها، "لقد اظهر الرئيس الاميركي ترامب بقراره الاحادي هذا تخبطا وتسرعا وانفعالا ، وموهبة في صناعة الاعداء والخصوم ، وتجبرا فارغا سيؤدي الى تقويض علاقات الولايات المتحدة في العالم ووضع مصالحها في دائرة الخطر المستمر"، داعية، الولايات المتحدة الى "مراجعة حساباتها واعادة النظر بمثل هذه المواقف والقرارات، ان سياسات كهذه ستؤدي الى تشكيل جبهة عالمية ضد الارهاب الاميركي وان الدول الكبرى لن تقف مكتوفة الايدي تجاه هذا المسلك الخطير الذي سيؤدي الى مزيد من الصدامات والحروب".
 
بماذا عبر اهالي الموصل المحررة من "داعش"صنيعة أميركا واذنابها حكام الدول الرجعية بالمنطقة؟
 
نددت الاوساط الشعبية العراقية بمختلف أطيافها وقومياتها بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف حرس الثورة الإسلامية في ايران منظمة إرهابية، مثمنين دور قوات الحرس بمكافحة الارهاب في العراق وتحرير محافظتهم من وجود الجماعات الارهابية، مؤكدين أن هذا القرار مرفوض من قبل العراقيين.
 
وبرزت اصوات ابناء محافظة نينوى بكافة اطيافهم وأديانهم وقومياتهم ومذاهبهم لتتحدث عن دور هذه القوات في اهم محطة مفصلية في تاريخ المحافظة وهو المساهمة الكبيرة في تحرير الموصل من جماعة "داعش" الوهابية، ودور حرس الثورة في رفد العراق بمئات المستشارين العسكريين الذين كانوا في الصفوف الامامية مع القوات العراقية المشتركة ما ساهم بشكل كبيرة في تسريع عملية النصر وحسم المعركة لصالح العراق والعراقيين، ويبدو ان هذا الدور الايجابي هو الذي أغاظ الادارة الاميركية بحسب الطيف الموصلي.
وترى الاوساط الشعبية والسياسية العراقية ان القرار الاميركي يعد سابقة بادراج مؤسسة حكومية كحرس الثورة الاسلامية ضمن قائمة ارهابية، مؤكدين ان هذا القرار مرفوض من قبل العراقيين ولن يتعاملوا معه باي حال من الاحوال.
 
رقم : 788343
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم