0
السبت 29 شباط 2020 ساعة 17:01

اتفاق الدوحة.. هل يمهد للانسحاب الامريكي من افغانستان؟

اتفاق الدوحة.. هل يمهد للانسحاب الامريكي من افغانستان؟
يجسّد الاتفاق الذي تستعد امريكا لتوقيعه اليوم السبت مع جماعة طالبان الافغانية للخروج من أطول حرب في تاريخها، منعطفا مهما إذ إنّه يؤشر إلى تراجع زخم التدخلات الأمريكية في أنحاء العالم.

"الحرب على الإرهاب" التي أعلنتها واشنطن غداة احداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، اسفرت عن خسائر بشرية هائلة في كل من أفغانستان والعراق، فضلا عن تخصيص المليارات للنفقات العسكرية.

واسفرت الحروب التي قادتها الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى مقتل أكثر من 800 ألف شخص منذ عام 2001، وكلّفت واشنطن ما يقدّر بنحو 6 آلاف مليار دولار، بحسب دراسة أعدتها جامعة براون.

وهذا ما أدى إلى تراجع دعم الأمريكيين للتدخلات العسكرية مع مرور الوقت. ففي إحصاء نشره معهد غالوب في أيلول/سبتمبر تبيّن أنّ 43% يعتقدون بأنّ الحرب في أفغانستان كانت خاطئة منذ البداية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيشهد توقيع اتفاق بين واشنطن وطالبان بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مع وقف طالبان أعمالها القتالية ضد القوات الأجنبية وقوات الحكومة الأفغانية.

ودعا ترامب في بيان طالبان والحكومة الأفغانية "لاغتنام هذه الفرصة من أجل السلام"، قائلا: "إذا أوفوا بالتزاماتهم، سيكون لدينا سبيل قوي للمضي قدما لإنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى أرض الوطن".

وبرغم وعود ترامب بشأن "الحروب التي لا تنتهي"، ثمة اكثر من 200 ألف جندي أمريكي لا يزالون منتشرين في الخارج، علاوة على التعزيزات التي أرسلت العام الماضي إلى الشرق الأوسط.

ويرى محللون ان الاتفاق الذي ستوقعه امريكا في قطر مع طالبان سيتيح انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ليعلق مصير هذا البلد بحبل المفاوضات التي يفترض أن تبدأ بين طالبان وكابول.

وقال أندرو واتكينز من مجموعة الأزمات الدولية "هناك الكثير من التكهنات حول محتوى الاتفاق" مضيفا "إننا نعرف الخطوط العريضة لكننا لا نعرف بشكل مؤكد حتى إن كان سيتم الإعلان عن كل بنود الاتفاق".

وهذه الخطوط العريضة معروفة منذ أيلول/سبتمبر، حين ألغى ترامب بشكل مفاجئ توقيع الاتفاق الذي كان وشيكا، عازيا تبديل موقفه إلى مقتل جندي أميركي في هجوم جديد في كابول.

ويرجح أن يؤدي الاتفاق الى خفض عديد القوات في أفغانستان من حوالى 13 ألفا حاليا الى 8600، وهو العدد الذي كان منتشرا هناك مع وصول ترامب الى الرئاسة في 2016.
ومن المتوقع أن تشمل بنود الاتفاق سحب خمسة آلاف وأربعمائة جند أميركي، وإطلاق حوار بين جماعة طالبان وسلطات كابول التي ترفض الجماعة الاعتراف بها.

ويعتبر آدم وونيش، المتخصص في الشؤون الأفغانية في معهد كوينسي الأمريكي والمناهض للتدخلات الخارجية، أنّ الرمال بدأت تتحرك حتى بما يخص المسألة الأفغانية التي ظلّت لوقت طويل في خانة المحرمات في الولايات المتحدة.

يوضح أنّ "انتخاب ترامب رئيساً لم يمثّل منعطفاً بحد ذاته، وإنّما جاء كمؤشر إلى أنّ التحوّل حصل"، مستبعداً في الوقت نفسه عودة الولايات المتحدة إلى الوراء في هذه المسألة.

حتى إنّ كل المتنافسين ضمن الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي الهادفة إلى اختيار مرشح يواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، أبدوا تأييدهم للانسحاب من أفغانستان، وإن بدرجات متباينة.

ويقول النائب رو خانا الداعم للمرشح الديموقراطي ذي الحظوظ الوافرة بيرني ساندرز، "تبيّن خطأ الرأي القائل بأنّه بمقدور القنابل حمايتنا من الإرهاب".

وقال مسؤولون في جماعة طالبان، اليوم السبت، إنّ وفداً من الجماعة مؤلفاً من 31 عضواً وصل إلى قطر، لتوقيع اتفاق سلام مع امريكا، برعاية قطرية، وبحضور ممثلين عن 30 دولة ومنظمة دولية، بمن فيهم ممثلون عن الأمم المتحدة.

وتعد طالبان بتوفير ضمانات أمنية، والبدء فوراً بمفاوضات سلام مباشرة مع السلطات في كابول، على الرغم من اعتبارهم الرئيس الافغاني أشرف غني أداة في يد واشنطن.
وقال سهيل شاهين عضو المكتب السياسي لطالبان والنطاق باسم الحركة لصحيفة "الشرق" القطرية إنّ جماعته لا تمانع أن تكون الدوحة مقرا لمفاوضات محتملة بين الأطراف الأفغانية في المستقبل.

وكانت المحادثات التي توسط فيها دبلوماسيون قطريون، ماراثونية شابها التوتر في أحيان كثيرة، وامتدت حتى وقت طويل من الليل مرات عدة.

وسيوقع الاتفاق بعد أسبوع من هدنة جزئية غير مسبوقة اعتبرها الأمريكيون اختبار نوايا للمضي في قرار توقيع الاتفاق أم لا. وقد صمدت بشكل عام.

وقال بومبيو في اليوم الرابع من الهدنة الثلاثاء الماضي "نحن على مشارف فرصة تاريخية للسلام. إن الحد من العنف يتم احترامه بشكل غير تام لكنه ينجح".

وجرت انتخابات رئاسية في أفغانستان في أيلول/سبتمبر، وتمّ الإعلان رسميا عن فوز غني بولاية ثانية الأسبوع الماضي.
رقم : 847555
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم