0
الخميس 18 حزيران 2020 ساعة 18:44

هل باتت المنظمات الدولية شريك بسفك الدم اليمني ؟

هل باتت المنظمات الدولية شريك بسفك الدم اليمني ؟
 الراعي الأول للحرب على الشعب اليمني هي مملكة آل سعود التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ بداية الحرب على اليمن من قتل وتجويع وتشريد أطفال اليمن، وجميع الإحصائيات تؤكّد ذلك، وآخر جرائمها كان قبل يومين حيث شنّت غارة على مواطنين مدنيين في صعدة ما أدّى إلى مقتل 13 مواطناً بينهم 4 أطفال.

وعلى الرغم من كل الانتهاكات والجرائم التي نفّذتها السعودية بحق أطفال اليمن، يأتي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، ليتحفنا في تقريره السنوي لمجلس الأمن اليوم أنّ تحالف العدوان الذي تقوده السعودية "سيُحذف من القائمة الخاصة بقتل وتشويه الأطفال في أعقاب تراجع كبير في القتل والتشويه بسبب الضربات الجوية" وتطبيق إجراءات استهدفت حماية الأطفال.

ومثل هكذا تقرير يقوم بتبرئة السعودية من دم أطفال اليمن من المؤكد أنه سيساهم في قتل المزيد من أطفال اليمن لأنّ السعودية ستستغلّ تقرير الأمم المتحدة لقتل المزيد من الأطفال، خاصة وأنّ كبرى المؤسسات الدوليّة تقدّم لها الدعم لقتل هؤلاء الأطفال وتشريدهم.

ويعدّ ذلك سابقة خطيرة، لأنّ ما تقوم به الأمم المتحدة يعدّ انتهاكاً صارخاً لجميع المعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية، وسيوسّع دائرة الفوضى في المنطقة، ويؤدّي لقتل المزيد من الأطفال لأن القانون الدولي يحمي هؤلاء الجناة من الملاحقة الدولية.

ويعد ماقام به غوتيريش دليل واضح ودون أدنى شك بأن تلك المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لا تعدو عن كونها دمية بيد تجار الدم، وعلى الشعب اليمني العظيم الدفاع عن نفسه بنفسه، لأن دائرة الظلم تتوسّع يوماً بعد يوم برعاية دوليّة فاضحة.

وفي سياق متصل قالت منظمة العفو الدولية إنّ ‏شطب الأمين العام للأمم المتحدة اسم السعودية من تقريره السنوي عن الأطفال في النزاعات يضع الآلية برمّتها موضع تساؤلٍ جدّي، مضيفةً "لعلّ الأمين العام للأمم المتحدة كان يأمل في أن يكون الإعلام منشغلاً فلا يلاحظ هذه الخطوة السياسيّة بامتياز".

ومن جانبها فقد استنكرت حركة أنصار الله اليمنية حذف الأمم المتحدة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن من قائمة الجهات المسؤولة عن قتل الأطفال، مؤكّدة إنّ هذه الخطوة تؤكّد فوضوية المنظّمة.

وكتب رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية محمد علي الحوثي، في تغريدة نشرها مساء الاثنين عبر "تويتر": "شطب السعودية من تقرير الأمم المتحدة السنوي عن الأطفال في النزاعات يتزامن مع مجزرة جديدة ارتكبتها السعودية وأمريكا بمحافظة صعدة وسقط على إثرها 13 شهيداً بينهم أطفال ونساء".

ومن جهتها أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن إدانتها لحذف الأمم المتحدة، "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن من لائحة منتهكي حقوق الأطفال.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، تعليقاً على القرار الأممي، إنّ "البعض في الأمم المتحدة يسعى لتطهير السعودية بدولارات هذا البلد من الجرائم التي ارتكبتها ضدّ أطفال ونساء اليمن".

وأعرب المتحدث عن الأسف لهذا القرار، مضيفاً إنّ "الأمين العام للأمم المتحدة يحذف اسم التحالف السعودي من قائمة قتلة الأطفال والذي قتل باعتراف المنظمات الدولية عدداً كبيراً من الأطفال والفتيان اليمنيين في مجازر نظير قصف حافلة للطلاب والغارات الجوية على المنازل والمدارس والمستشفيات حيث إنّ المشاهد المؤلمة المتعلّقة بها لا يمكن إنكارها".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة يبلغ مليوني طفل ويُقدَّر عدد الأطفال والنساء المصابين بسوء التغذية الحادّ بنحو 3.2 ملايين طفل وامرأة في اليمن، كما يعاني 50% من الأطفال كافة من التقزّم الدائم.

ومن جهتها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إنّ أكثر من 12 مليون طفل يمني يواجهون "تهديداً ثنائياً" متمثلاً بفيروس كورونا، والحرب المتواصلة.

وأضافت المنظمة، في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، إنّ أطفال اليمن "بحاجة حاليّاً إلى السلام أكثر من أيّ شيء آخر" دون التطرّق إلى تفاصيل أخرى.

وفقًاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، يوجد باليمن 200 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا بين الأطفال وما لا يقلّ عن 193 حالة وفاة متّصلة بهذا المرض، يؤدّي تداعي البنية الأساسيّة والافتقار إلى مرافق الصرف الصّحّي السليمة إلى انتشار مرض الكوليرا الذي يمكن الوقاية منه في غير هذه الظروف، وتظهر موجات جديدة من الإصابة بالكوليرا مع بداية موسم الأمطار كل صيف.

وبعد كل هذه الأرقام والإحصائيات تأتي الأمم المتحدة لتقول إن التحالف بقيادة السعودية بريء من الانتهاكات التي تجري بحقّ أطفال اليمن، هل هناك من يصدّق ذلك، ربما بالمال البعض يصدق ذلك ولكن الحقائق ومهما تّم طمسها ستظهر عاجلاً أم آجلاً للملأ.
 
رقم : 869453
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم