0
الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020 ساعة 18:22

هل ستنجح مفاوضات سد الهضة ؟

هل ستنجح مفاوضات سد الهضة ؟
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وهو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إن استئناف المحادثات يظهر ثقة الدول الثلاث في المفاوضات التي يقودها الاتحاد.

وأعلنت وزارة الري المصرية أنها ستشارك في الاجتماع، من أجل "إعادة إطلاق المفاوضات"، وهو ما أكده أيضا وزير المياه السوداني الذي أوضح أن "أساليب التفاوض السابقة يجب أن تتغير".

وتبحث الدول الثلاث، بحضور ممثلين عن الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إمكانية التوصل إلى اتفاق عادل وملزم ودائم بشأن ملء السد وتشغيله والاطمئنان لمستوى الأمان فيه، وسط خلافات حول كمية المياه المتدفقة من السد سنويا، لاسيما خلال فترات الجفاف، بالإضافة لآلية ملء خزانه والتنسيق مع باقي السدود في دولتيْ المصب.

وقال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، محمد السباعي، في تصريح صحفي إن جلسة الثلاثاء سيحضرها وزراء الخارجية والري، أو من يمثلهم "وستتضح خلال تلك الجلسة أسس وأجندة التفاوض".

وكانت جلسات التفاوض قد توقفت في نهاية آب الماضي بسبب ما اعتبرته مصر والسودان "تعنتا إثيوبيا" حيال مقترحات تتعلق بآلية تشغيل وملء سد النهضة، بعد بدء أديس أبابا، بشكل أحادي، مرحلة تخزين المياه في بحيرة السد في الأسبوع الأول من أغسطس/ آب.

وكان قد قال ترامب للصحفيين الجمعة "إنه وضع خطير للغاية لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة ... وسينتهي بهم الأمر بتفجير السد".

وبعد هذا التصريح، اتهمت إثيوبيا ترامب بالتحريض على "الحرب".

واستدعى وزير الخارجية، غيدو أندارغاتشو، السفير الأمريكي مايكل راينور لاستيضاح تصريح ترامب بشأن النزاع الحساس طويل الأمد حول مياه النيل بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان.

وقالت الوزارة إن "تحريض الرئيس الأمريكي الحالي على الحرب بين إثيوبيا ومصر لا يعكس الشراكة طويلة الأمد، والتحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة، كما أنه أمر غير مقبول في القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول".

ودافع مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد،عن السد قائلا إن أديس أبابا ملتزمة بالمحادثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، والتي قال إنها أحرزت "تقدما كبيرا".

وقد فشلت جهود الوساطة الأمريكية بين الدول الثلاث في وقت سابق من هذا العام، بعد أن اتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بمحاباة مصر.

وتعتمد مصر على نهر النيل في الحصول على حوالي 97 في المئة من مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر سد النهضة تهديدا للحياة فيها، بينما ترى إثيوبيا أن المشروع ضروري لتزويدها بالكهرباء وللتنمية فيها.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي تعليق جزء من مساعدتها المالية لإثيوبيا، مشيرة إلى عدم إحراز تقدم في المحادثات التي توسطت فيها، و"قرار أديس أبابا أحادي الجانب" ببدء ملء خزان السد.
 
وفي سياق متصل أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس السيادي للسودان، الفريق عبدالفتاح البرهان، تمسك مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

والتقى الرئيس المصري برئيس المجلس السيادي للسودان بقصر الاتحادية في القاهرة، وأكد السيسي على الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل والترابط التاريخي بين مصر والسودان ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
 
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد التباحث بشأن مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

وأوضح أنه تم التوافق بشأن الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

وخلال اللقاء، شدد السيسي على الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية من أجل شعبي البلدين.

كما أشار السيسي إلى متابعته الحثيثة لكافة التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليمياً ودولياً، مؤكداً مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان الشقيق في صياغة مستقبل بلادهم.

كما رحب الرئيس المصري بكافة الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.

من جانبه، أكد رئيس المجلس السيادي للسودان على متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيدا بالجهود المصرية لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومؤكداً حرص السودان مصر على مواصلة التنسيق مع مصر في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل.

واستعرض البرهان تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً في جوبا على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، معرباً في هذا الخصوص عن تقدير بلاده للدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة.
 
رقم : 894361
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم